للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي، فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن ذرٍّ، عن يُسيع الكندي، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله : "إن الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (٢). وهكذا رواه أصحاب السنن الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن جرير كلهم من حديث الأعمش به. وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير أيضًا من حديث شعبة، عن المنصور والأعمش كلاهما عن ذرٍّ به، وكذا رواه ابن يونس، عن أسيد بن عاصم بن مهران، حدثنا النعمان بن عبد السلام، حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن ذرٍّ به، ورواه ابن حبان والحاكم في صحيحهما وقال الحاكم صحيح الإسناد (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع أبو مليح المدني شيخ من أهل المدينة سمعه عن أبي صالح وقال: مرة سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من لم يدع الله ﷿ غضب عليه". تفرد به أحمد وهذا إسناد لا بأس به.

وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا مروان الفزاري، حدثنا صبيح أبو المليح، سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من لا يسأله يغضب عليه" (٤). قال ابن معين أبو المليح هذا اسمه: صُبيح كذا قيده بالضم عبد الغني بن سعيد، وأما أبو صالح هذا فهو: الخوزي سكن شعب الخوز، قاله البزار في مسنده، وكذا وقع في روايته أبو المليح الفارسي عن أبي صالح الخوزي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من لم يسأل الله يغضب عليه" (٥).

وقال أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي: حدثنا همام، حدثنا إبراهيم، عن الحسن، حدثنا نائل بن نجيح، حدثني عائذ بن حبيب، عن محمد بن سعيد قال: لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري وجدنا في ذؤابة سيفه كتابًا: بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله يقول: "إن لربكم في بقية أيام دهركم نفحات، فتعرضوا له لعل دعوة أن توافق


(١) أخرجه أبو يعلى بسنده ومتنه (المسند ٥/ ١٤٣ ح ٢٧٥٧) وسنده ضعيف لضعف صالح المري (مجمع الزوائد ١/ ٥١).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٠/ ٣٣٦ ح ١٨٣٨٦)، وصحح سنده محققوه.
(٣) سنن أبي داود، الوتر، باب الدعاء (ح ١٤٧٩)، وسنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة المؤمن (ح ٣٢٤٧)، والسنن الكبرى للنسائي، التفسير (ح ١١٤٦٤)، وسنن ابن ماجه، الدعاء، باب فضل الدعاء (ح ٣٨٢٨)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٠٨٦)، وأخرجه الحاكم وصححه وواففه الذهبي (المستدرك ١/ ٤٩١).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٦/ ١٤٦ ح ١٠١٧٨) وضعف سنده محققوه لضعف أبي صالح الخوزي.
(٥) سنده ضعيف كسابقه.