للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رواه هو وابن أبي حاتم من حديث أبي عامر الأسدي، عن الثوري، عن عُبيد المكتب، عن فضيل بن عمرو، عن الشعبي (١)، ثم قال: لا نعلم رواه عن أنس غير الشعبي، وقد أخرجه مسلم والنسائي جميعًا عن أبي بكر بن أبي النضر، عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن الثوري (٢) به. ثم قال النسائي: لا أعلم أحدًا رواه عن الثوري غير الأشجعي. وليس كما قال كما رأيت، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إسماعيل بن عُلية، عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال قال: قال أبو بردة: قال أبو موسى: ويدعى الكافر والمنافق للحساب فيعرض عليه ربه ﷿ عمله، فيجحد ويقول: أي رب وعزتك لقد كتب عليّ هذا الملك ما لم أعمل. فيقول له الملك: أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول: لا وعزتك؛ أي ربّ ما عملته قال: فإذا فعل ذلك خُتِمَ على فيه، قال الأشعري : فإني لأحسب أول ما ينطق منه فخذه اليمنى (٣).

وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا زهير، حدثنا حسن، عن ابن لهيعة، قال دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري عنه، عن النبي قال: "إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقول: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا. فيقول: أهلك وعشيرتك. فيقول: كذبوا. فيقول: احلفوا، فيحلفون، ثم يصمتهم الله تعالى وتشهد عليهم ألسنتهم ويدخلهم النار" (٤). وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: سمعت أبي يقول: حدثنا علي بن زيد، عن مسلم بن صُبيح أبي الضحى، عن ابن عباس أنه قال لابن الأزرق (٥) إن يوم القيامة يأتي على الناس منه حين لا ينطقون ولا يعتذرون ولا يتكلمون حتى يؤذن لهم ثم يؤذن لهم فيختصمون، فيجحد الجاحد بشركه بالله تعالى، فيحلفون له كما يحلفون لكم، فيبعث الله تعالى عليهم حين يجحدون شهداء من أنفسهم جلودهم وأبصارهم وأيديهم ويختم على أفواههم، ثم يفتح لهم الأفواه فتخاصم الجوارح فتقول: ﴿أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فتقر الألسنة بعد الجحود (٦).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبدة بن سليمان، حدثنا ابن المبارك، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير الحضرمي، عن رافع أبي الحسن [قال] (٧) وصف رجلًا جحد - قال: فيشير الله تعالى إلى لسانه فيربو في فمه حتى يملأه فلا يستطيع أن ينطق بكلمة ثم يقول لآرابه كلها: تكلمي واشهدي عليه، فيشهد عليه سمعه وبصره وجلده وفرجه ويداه


(١) سنده صحيح.
(٢) صحيح مسلم، الزهد والرقائق (ح ٢٩٦٩).
(٣) تقدم تخريجه في تفسير سورة يس آية ٦٥.
(٤) أخرجه أبو يعلى بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٥٢٧ ح ١٣٩٢) وسنده ضعيف لضعف رواية دراج عن أبي الهيثم، ويتقوى بشواهده السابقة واللاحقة.
(٥) هو نافع بن الأزرق من زعماء الخوارج.
(٦) في سنده علي بن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف، ويتقوى بالشواهد السابقة واللاحقة.
(٧) زيادة من (حم) و (مح).