للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبد الله الظهراني، أخبرنا حفص بن عمر العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: سئل ابن عباس ؛ أي: آية في كتاب الله أرخص؟ قال: قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ على شهادة أن لا إله إلا الله (١).

وقال الزهري: تلا عمر هذه الآية على المنبر ثم قال: استقاموا واللهِ لله بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب (٢).

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ على أداء فرائضه (٣)، وكذا قال قتادة: قال: وكان الحسن يقول اللَّهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة (٤).

وقال أبو العالية: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ أخلصوا له الدين والعمل.

وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم، حدثنا يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان الثقفي، عن أبيه أن رجلًا قال: يا رسول الله مُرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال : "قل آمنت بالله ثم استقم" قلت: فما أتقي؟ فأومأ إلى لسانه (٥). ورواه النسائي من حديث شعبة، عن يعلى بن عطاء (٦) به.

ثم قال أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد، حدثني ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول حدثني بأمر أعتصم به. قال : "قل: ربي الله ثم استقم" قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي؟ فأخذ رسول الله بطرف لسان نفسه ثم قال: "هذا" (٧). وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه من حديث الزهري به وقال الترمذي: حسن صحيح (٨). وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال : "قل: آمنت بالله ثم استقم" وذكر تمام الحديث (٩).

وقوله تعالى: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ قال مجاهد والسدي وزيد بن أسلم وابنه: يعني عند الموت (١٠) قائلين: ﴿أَلَّا تَخَافُوا﴾. قال مجاهد وعكرمة وزيد بن أسلم؛ أي: مما تقدمون عليه


(١) سنده ضعيف لضعف حفص بن عمر، ويتقوى برواية أنس السابقة.
(٢) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق يونس بن يزيد عن الزهري.
(٣) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٤) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٥) أخرجه الإمام أحمد من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء به بلفظ: "فأشار بيده إلى لسانه" (المسند ٢٤/ ١٤٢ ح ١٥٤١٧) وصحح سنده محققوه.
(٦) السنن الكبرى، التفسير (ح ١١٤٨٩)، وسنده كسابقه.
(٧) أخرجه الإمام أحمد من طريق معمر عن ابن شهاب الزهري به (المسند ٢٤/ ١٤٥ ح ١٥٤١٩) وصحح سنده محققوه.
(٨) سنن الترمذي، الزهد، باب ما جاء في حفظ اللسان (ح ٢٤١٠)، وسنن ابن ماجه، الفتن، باب كفّ اللسان في الفتنة (ح ٣٩٧٢).
(٩) صحيح مسلم، الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام (ح ٣٨).
(١٠) أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.