للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعكرمة وقتادة والسدي وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم (١).

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا هاشم بن القاسم بن زيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا: حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شريك، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال لهم رسول الله : "لا أسألكم عليه أجرًا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم" (٢).

وروى الإمام أحمد، عن حسن بن موسى، حدثنا قَزَعَة يعني ابن سويد، وابن أبي حاتم، عن أبيه، عن مسلم بن إبراهيم، عن قَزَعَة بن سويد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس أن النبي قال: "لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرًا إلا أن توادوا الله وأن تقربوا إليه بطاعته" (٣) وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري مثله (٤)، وهذا كأنه تفسير بقول ثانٍ كأنه يقول: ﴿إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ أي: إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى.

وقول ثالث وهو ما حكاه البخاري وغيره رواية عن سعيد بن جبير ما معناه أنه قال معنى ذلك: أن تودوني في قرابتي أي: تحسنوا إليهم وتبروهم (٥).

وقال السدي، عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين أسيرًا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال له علي بن الحسين: أقرأت القرآن: قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم (٦)، وقال أبو إسحاق السبيعي: سألت عمرو بن شعيب عن قوله : ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فقال: قربى النبي (٧) رواهما ابن جرير.

ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا عبد السلام، حدثني يزيد بن أبي زياد، عن مِقسم، عن ابن عباس، قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا،


(١) أخرجه الطبري من طريق ابن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس، ويتقوى طريق العوفي بطريق ابن أبي طلحة، وأخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وأخرجه الطبري بسندين يقوي أحدهما الآخر عن عكرمة، وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وأخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي، وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
(٢) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ١١/ ٤٣٥ ح ١٢٢٣٣) وفي سنده شريك وخُصيف وكلاهما سيئ الحفظ. ولشطره الثاني شاهد تقدم من رواية البخاري.
(٣) أخرجه الإمام أحمد عن حسن بن موسى به (المسند ٤/ ٢٣٨ ح ٢٤١٥)، وضعف سنده محققوه لضعف قَزَعَة بن سويد.
(٤) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة عن الحسن، وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٥) تقدم قول سعيد بن جبير في رواية البخاري السابقة قبل أربع روايات.
(٦) أخرجه الطبري من طريق السدي به، وسنده ضعيف لأن السدي فيه تشيع.
(٧) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي به.