للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذا لقي بعضهم بعضًا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، قال: فغضب النبي غضبًا شديدًا وقال: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله" (١).

ثم قال أحمد: حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن ربيعة، قال: دخل العباس على رسول الله فقال: إنا لنخرج فنرى قريشًا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله ودرَّ عرق بين عينيه ثم قال : "والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي" (٢).

وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا خالد، حدثنا شعبة، عن واقد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر عن أبي بكر -هو الصديق- قال: ارقبوا محمدًا في أهل بيته (٣).

وفي الصحيح أن الصديق قال لعلي : واللهِ لقرابةُ رسول الله أحبّ إليَّ أن أصل من قرابتي (٤)، وقال عمر بن الخطاب للعباس : واللهِ لإسلامك يوم أسلمت كان أحبّ إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحبّ إلى رسول الله من إسلام الخطاب (٥).

فحال الشيخين هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين وعن سائر الصحابة أجمعين.

وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان التيمي، حدثني يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن ميسرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيتَ رسولَ الله وسمعت حديثَه وغزوتَ معه وصليتَ معه، لقد رأيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ، فقال: يا ابن أخي لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ، فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال : قام رسول الله يومًا خطيبًا فينا بماء يدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وذكَّرَ ووعظ، ثم قال : "أما بعد، أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه وقال : "وأهل بيتي أذكركم في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه لسن من أهل بيته ولكن أهل بيته من


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ٢٩٤، ٢٩٥ ح ١٧٧٢) وضعف سنده محققوه لضعف زياد بن أبي زياد.
(٢) (المسند ٣/ ٢٩٥ ح ١٧٧٣) وسنده كسابقه.
(٣) صحيح البخاري، المناقب، باب مناقب قرابة رسول الله (ح ٣٧١٣).
(٤) المصدر السابق (ح ٣٧١٢).
(٥) أخرجه ابن عساكر من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس (تاريخ دمشق ٨/ ٩١٤) وسنده ضعيف لضعف إبراهيم بن مهاجر (التقريب ص ٩٤) وفي متنه رائحة التشيع.