للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذكر الأحاديث الواردة عند ركوب الدابة:

حديث أمير المؤمنين علي بن أي طالب .

قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، قال: رأيت عليًّا أتى بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال: باسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤)﴾ ثم حمد الله تعالى ثلاثًا وكبر ثلاثًا، ثم قال: سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ثم ضحك، فقلت له: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ فقال : رأيت رسول الله فعل مثلما فعلت ثم ضحك، فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ فقال : "يعجب الربُّ من عبده إذا قال ربِّ اغفر لي، ويقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري" (١). وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي الأحوص، زاد النسائي ومنصور عن أبي إسحاق السبيعي، عن علي بن ربيعة الأسدي الوالبي به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد قال عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة: قلت لأبي إسحاق السبيعي: ممن سمعت هذا الحديث؟ قال: من يونس بن خباب، فلقيت يونس بن خباب فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من رجل سمعه من علي بن ربيعة، ورواه بعضهم عن يونس بن خباب، عن شقيق بن عقبة الأسدي، عن علي بن ربيعة الوالبي به (٢).

حديث عبد الله بن عباس .

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا أبو بكر بن عبد الله، عن علي بن أبي طلحة، عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله أردفه على دابته، فلما استوى عليها كبر رسول الله ثلاثًا، وحمد ثلاثًا، وهلَّل واحدة، ثم استلقى عليه وضحك، ثم أقبل عليه فقال: "ما من امرئ مسلم يركب فيصنع كما صنعت، إلا أقبل الله ﷿ عليه، فضحك إليه كما ضحكت إليك" (٣) تفرد به أحمد.

حديث عبد الله بن عمر .

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله البارقي، عن عبد الله بن عمر قال: إن النبي كان إذا ركب راحلته كبر ثلاثًا ثم قال: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم يقول: اللَّهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللَّهم هون علينا السفر واطو لنا البعيد، اللّهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ١٤٨ ح ٧٥٣) وقال محققوه: حسن لغيره.
(٢) سنن أبي داود -الجهاد- باب ما يقول الرجل إذا ركب (ح ٢٦٠٢)، وسنن الترمذي، الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا ركب دابة (ح ٣٤٤٦) والسنن الكبرى للنسائي، عمل اليوم والليلة (ح ٨٨٠٠)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٢٢٦٧).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ١٧٦ ح ٣٠٥٧) وضعف سنده محققوه.