للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يزيد، عن محمد بن إسماعيل بن عياش به (١) وهذا إسناد جيد.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا صفوان، حدثنا الوليد، حدثنا خليل، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله قال: "يهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن فيأخذه الزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه". ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري موقوفًا (٢)، وروى سعيد بن عوف، عن الحسن مثله.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: لم تمض آية الدخان بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وتنفخ الكافر حتى ينفذ (٣).

وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن [البيلماني] (٤)، عن ابن عمر قال: يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ويدخل مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ؛ أي: المشوي على الرضف (٥) (٦).

ثم قال ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية، عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: غدوت على ابن عباس ذات يوم فقال: ما نمت الليلة حتى أصبحت. قلتُ: لِمَ؟ قال: قالوا: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت (٧). وهكذا رواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي يزيد، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن ابن عباس فذكره، وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين أجمعين مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما التي أوردوها مما فيه مقنع، ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة مع أنه ظاهر القرآن.

قال الله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠)﴾ أي: بين واضح يراه كل أحد، وعلى ما فسر به ابن مسعود إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله تعالى: ﴿يَغْشَى النَّاسَ﴾ أي يتغشاهم ويعمهم، ولو كان أمرًا خياليًّا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه ﴿يَغْشَى النَّاسَ﴾.

وقوله تعالى: ﴿هَذَا عَذَابٌ أَلِيم﴾ أي: يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ


(١) المعجم الكبير ٣/ ٢٩٢.
(٢) سنده ضعيف لأن الحسن لم يسمع من أبي سعيد الخدري.
(٣) سنده ضعيف لضعف الحارث وهو الهمداني الأعور وقد كذبه الشعبي كما في التقريب.
(٤) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل صُحف إلى: "السلماني".
(٥) أي: الحجارة المحماة.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني.
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح وأخرجه الحاكم من طريق ابن جريج به وصححه ووافقه الذهبي. (المستدرك ٢/ ٤٥٩).