للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العوفي، عن ابن عباس أنهم كانوا ألفًا وخمسمائة وخمسة وعشرين (١)، والمشهور الذي رواه غير واحد عنه أربع عشرة مائة، وهذا هو الذي رواه البيهقي، عن الحاكم، عن الأصم، عن العباس الدوري، عن يحيى بن معين، عن شبابة بن سوار، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله تحت الشجرة ألفًا وأربعمائة (٢)، وكذلك هو الذي في رواية سلمة بن الأكوع ومعقل بن يسار والبراء بن عازب، وبه يقول غير واحد من أصحاب المغازي والسير.

وقد أخرج صاحبا الصحيح من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: كان أصحاب الشجرة ألفًا وأربعمائة وكانت أسلم يومئذٍ ثمن المهاجرين (٣).

وروى محمد بن إسحاق في السيرة عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أنهما حدثاه قالا: خرج رسول الله عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا، وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبعمائة رجل كل بدنة عن عشرة نفر، وكان جابر بن عبد الله فيما بلغني عنه يقول: كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة (٤) مائة، كذا قال ابن إسحاق وهو معدود من أوهامه، فإن المحفوظ في الصحيحين أنهم كانوا بضع عشرة مائة، [كما سيأتي إن شاء الله تعالى] (٥).

ذكر سبب هذه البيعة العظيمة:

قال محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة: ثم دعا رسول الله عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، ليبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشًا على نفسي وليس بمكة من بني عدي بن كعب من يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظي عليها، ولكني أدلُّك على رجل أعز بها مني عثمان بن عفان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه إنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظمًا لحرمته، فخرج عثمان إلى مكة، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها، فحمله بين يديه ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله ، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف. فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله . واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان قد قتل، قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله قال حين بلغه أن عثمان قد قتل: "لا نبرح حتى نناجز القوم".

ودعا رسول الله الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون:


(١) سنده ضعيف لضعف العوفي والراوي عنه.
(٢) أخرجه البيهقي (دلائل النبوة ٤/ ٩٨) ويشهد له ما سبق في الصحيحين من حديث جابر .
(٣) صحيح البخاري، المغازي، باب غزوة الحديبية (ح ٤١٥٥) وصحيح مسلم، الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال (ح ١٨٥٧).
(٤) ذكره ابن هشام (السيرة النبوية ٣/ ٢٦٥).
(٥) زيادة من (حم) و (مح).