للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته" (١). تفرد به أبو داود.

وقد روي من حديث البراء بن عازب. فقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدثنا إبراهيم بن دينار، حدثنا مصعب بن سلام، عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله حتى أسمع العواتق في بيوتها - أو قال: في خدورها - فقال: "يا معشر من آمن بلسانه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته" (٢).

طريق أخرى عن ابن عمر:

قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: حدثنا عبد الله بن ناجية، حدثنا يحيى بن أكثم، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، عن الحسين بن واقد، عن أوفى بن دَلهم، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله" قال: ونظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك (٣).

قال أبو داود: حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا قتيبة، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن وقاص بن ربيعة، عن المستورد أنه حدثه أن النبي قال: "من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها في جهنم، ومن كسا ثوبًا برجل مسلم فإن الله يكسوه مثله في جهنم، ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فإن الله تعالى يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة" (٤). تفرد به أبو داود.

وحدثنا ابن مصفى، حدثنا بقية وأبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخشمون وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء


(١) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه (المصدر السابق ح ٤٨٨٠) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٤٠٨٣).
(٢) أخرجه أبو يعلى بسنده ومتنه (المسند ٣/ ٢٣٧ ح ١٦٧٥) قال الهيثمي: ورجاله ثقات (مجمع الزوائد ٨/ ٩٦) ويشهد له سابقه.
(٣) أخرجه الترمذي عن يحيى بن أكثم به ثم قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد. (السنن، البر والصلة، باب ما جاء في تعظيم المؤمن ح ٢٠٣٢) وسنده ضعيف لأن يحيى بن أكثم متهم بسرقة الحديث كما في التقريب، وشطر الأول له شواهد تقدمت يتقوى بها.
(٤) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه (السنن، الأدب، باب في الغيبة ح ٤٨٨١). وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٤٠٨٤).