للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد في قوله: ﴿لِتَعَارَفُوا﴾: كما يقال فلان بن فلان من كذا وكذا؛ أي: قبيلة كذا وكذا (١).

وقال سفيان الثوري: كانت حمير ينتسبون إلى مخاليفها، وكانت عرب الحجاز ينتسبون إلى قبائلها (٢).

وقد قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن [يزيد] (٣) مولى المنبعث، عن أبي هريرة عن النبي قال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأصل مثراة في المال منسأة في الأثر" ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (٤).

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ أي: إنما تتفاضلون عند الله تعالى بالتقوى لا بالأحساب، وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول الله .

قال البخاري: حدثنا محمد بن سلام، حدثنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله : أي الناس أكرم؟ قال: "أكرمهم عند الله أتقاهم" قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله ابن خليل الله" قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فعن معادن العرب تسألوني؟ " قالوا: نعم. قال: "فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا" (٥). وقد رواه البخاري في غير موضع من طرق عن عبدة بن سليمان، ورواه النسائي في التفسير من حديث عبيد الله وهو ابن عمر العمري به (٦).

حديث آخر:

قال مسلم : حدثنا عمرو الناقد، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". ورواه ابن ماجه، عن أحمد بن سنان، عن كثير بن هشام به (٧).


(١) أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٢) أخرجه البُستي بسند صحيح عن ابن أبي عمر العدني عن سفيان بنحوه.
(٣) كذا في (حم) و (مح) وسنن الترمذي، وفي الأصل صحف إلى: "زيد".
(٤) أخرجه الترمذي بسنده ومتنه وتعليقه (السنن، البر والصلة، باب ما جاء في تعليم النسب ح ١٩٨٠)، وفي سنده عبد الملك بن عيسى الثقفي وهو مقبول كما في التقريب، ولشطره الأخير شواهده صحيحة.
(٥) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، التفسير، باب ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧)﴾ [يوسف] ح ٤٦٨٩).
(٦) السنن الكبرى للنسائي، التفسير، باب قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ﴾ [يوسف: ٧] (ح ١١٢٤٩).
(٧) أخرجه مسلم، البر والصلة، باب تحريم ظلم المسلم وخذله (ح ٢٥٦٤).