للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ورجحه الرازي (١).

وقال بعضهم: بل كانت السجدة لله وآدم قبلةً فيها، كما قال] (٢) [تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ [الإسراء: ٧٨].

وفي هذا التنظير نظر. والأظهر أن القول الأول أولى، والسجدة لآدم إكرامًا وإعظامًا، واحترامًا وسلامًا؛ وهي طاعة لله ﷿؛ لأنها امتثال لأمره تعالى.

وقد قواه (فخر الدين) (٣) الرازي في "تفسيره"، وضعف ما عداه من القولين الآخرين؛ وهما كونه جعل قبلةً؛ إذ لا يظهر في شرف؛ والآخر أن المراد بالسجود الخضوع لا الانحناء ووضع الجبهة على الأرض، وهو ضعيف كما قال] (٢).

وقال (قتادة) (٤): في قوله تعالى: ﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ حسد عدو الله إبليس آدم (على) (٥) ما أعطاه الله من الكرامة؛ وقال: أنا ناري وهذا طيني. وكان بدء الذنوب الكبر؛ استكبر عدو الله أن يسجد لآدم .

[قلت: وقد ثبت في "الصحيح" (٦) "لا يدخل الجنة من كان] (٧) [في قلبه مثقال حبة (من) (٨) خردل من كبر". وقد كان في قلب إبليس من الكبر، والكفر والعناد، ما اقتضى طرده وإبعاده عن جناب الرحمة وحضرة القدس] (٩).

وقال ابن أبي حاتم (١٠): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة، حدثنا صالح بن حيان، حدثنا عبد الله بن بريدة - قوله تعالى: ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ من الذين أبوا فأحرقتهم النار.

وقال أبو جعفر (١١)، عن الربيع، عن أبي العالية: ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ يعني: من العاصين.

وقال السدي (١٢): ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ الذين لم يخلقهم الله يومئذ، يكونون بعد.

[وقال محمد بن كعب (١٣) القرظي: ابتدأ الله خلق إبليس على الكفر والضلالة وعمل بعمل] (١٤)


(١) ساقط من (ز) و (ض).
(٢) في "تفسيره" (١/ ٢٣٠، ٢٣١).
(٣) ساقط من (ن).
(٤) ساقط من (ز) و (ض).
وأثر قتادة: أخرجه ابن أبي حاتم (٣٦٨) بسند صحيح.
(٥) ساقط من (ج) و (ك) و (هـ) و (ى).
(٦) يعني: "صحيح مسلم"، وهو فيه (٩١/ ١٤٨) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء".
(٧) ساقط من (ز) و (ض).
(٨) ساقط من (ج) و (ى).
(٩) ساقط من (ز) و (ض).
(١٠) في "تفسيره" (٣٧٠) وسنده ضعيف؛ لضعف صالح بن حيان.
(١١) أخرجه ابن جرير (٧٠٥)؛ وابن أبي حاتم (٣٧١) وسنده حسن.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٧٣) معلقًا.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٧٢) من طريق موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب. والربذي ضعيف.
(١٤) ساقط من (ك) و (ى).