للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١) [السموات والأرض؟ وقد رجح كلا من القولين طائفة. وظاهر الآية الكريمة العموم: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ [الحجر: ٣٠، ٣١] فهذه أربعة أوجه مقوية للعموم. والله أعلم] (١).

﴿وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٣٦)﴾.

(يقول الله تعالى) (٢) - إخبارًا عما أكرم به آدم: بعد أن أمر (ملائكته) (٣) بالسجود له فسجدوا إلا إبليس: إنه أباحه الجنة؛ يسكن منها حيث يشاء، ويأكل منها ما (يشاء) (٤) رغدًا؛ أي: هنيئًا واسعًا طيبًا.

وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه (٥)، من حديث محمد بن عيسى الدامغاني، حدثنا سلمة بن الفضل، عن ميكائيل، عن ليث، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر؛ قال: قلت: يا رسول الله؛ أرأيت آدم؛ أنبيًّا كان؟ قال: "نعم نبيًّا رسولًا (كلَّمه) (٦) الله (قِبلًا) (٧) - يعني: عيانًا) (٨) فقال: ﴿اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾.

وقد اختلف في الجنة التي أسكنها آدم أهي في السماء (أو) (٩) في الأرض؟ فالأكثرون على الأول.


(١) ساقط من (ج) و (ك) و (ل).
(٢) في (ن):" يقول تعالى".
(٣) في (ز) و (ض) و (ن): "الملائكة".
(٤) كذا في (ج) و (ض) و (ك) و (ل) ووقع في (ز) و (ع) و (ن) و (هـ) و (ى): "شاء".
(٥) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٤٢٥٩) قال: حدثنا العباس بن حمدان، وأيضًا رقم (٧٣٣٥) قال: حدثنا محمد بن أبان قالا: ثنا محمد بن عيسى الدامغاني بسنده سواء. قال الطبراني في "الموضع الأول": "لم يروه عن إبراهيم التيمي إلا ليث، ولا رواه عن ليث إلا ميكال، وهو شيخ كوفي، ولا نعلمه أسند حديثًا غير هذا".
وزاد في "الموضع الثاني": ولا، يعني: رواه، عن ميكائيل، إلا سلمة بن الفضل.
(*) قلت: والسند ضعيف جدًّا، ومن دون إبراهيم التيمي هم ما بين ضعيف ومجهول، والدامغاني فيه توثيق لين، وقد خالفه محمد بن حميد الرازي، فرواه عن سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق عن جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن أبي ذر فذكر مثله. أخرجه ابن جرير في "التاريخ" (١/ ١٥١)؛ وابن حميد واه، وجعفر بن الزبير ساقط ثم رأيت الدامغاني رواه عن سلمة بن الفضل مثل رواية ابن حميد.
أخرجه أبو الشيخ في "كتاب العظمة" (١٠١٦).
وله طريق آخر عن أبي ذر مثله. أخرجه ابن جرير في "تاريخه" (١/ ١٥٠، ١٥١). وقد اختلف في سنده. فأخرجه أحمد (٥/ ٢٦٥، ٢٦٦)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٨/ رقم ٧٨٧١) من طريق معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة وساق حديثًا طويلًا وفيه: "قلت: يا نبي الله! فأي الأنبياء أول؟ قال: آدم. قلت: يا نبي الله! أو نبي كان آدم؟ قال: نعم نبي مكلم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، ثم قال: يا آدم قبلًا … ".
وسنده ضعيف جدًّا، وقد تقدم الكلام عليه.
(٦) في (ن): "يكلمه".
(٧) في (ن): "قبيلًا".
(٨) زيادة من (ن).
(٩) في (ز): "أم".