للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن نافع قال: كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه. فكتب إليه عبد الله بن عمر: أنه بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر، فإياك أن تكتب إليَّ، فإني سمعت رسول الله يقول: "سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر". ورواه أبو داود، عن أحمد بن حنبل به (١).

وقال أحمد: حدثنا أنس بن عياض: حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال: "لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم" (٢). لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.

وقال أحمد: حدثنا قتيبة، حدثنا رشدين عن أبي صخر حميد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: "سيكون في هذه الأمة مسخ ألا وذاك في المكذبين بالقدر والزنديقية (٣) " (٤). ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي صخر حميد بن زياد به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب (٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن الطباع، أخبرني مالك، عن زياد بن سعد، عن عمرو بن مسلم، عن طاوس اليماني قال: سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله : "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس" (٦). ورواه مسلم منفردًا به من حديث مالك (٧).

وفي الحديث الصحيح: "استعن بالله ولا تعجز فإن أصابك أمر فقل: قدر الله وما شاء فعل، ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان" (٨).

وفي حديث ابن عباس أن رسول الله قال له: "واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك جفت الأقلام وطويت الصحف" (٩).

وقال الإمام أحمد: حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا الليث، عن معاوية، عن أيوب بن زياد،


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٩٠) وأخرجه أبو داود عن الإمام أحمد به (السنن، السنة، باب في القدر ح ٤٧١٠) وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٨٦) وسنده ضعيف لأن عمر بن عبد الله مولى غفرة لم يسمع من صحابي كما في جامع التحصيل ص ٢٩٦.
(٣) الزنديقية: نسبة إلى الزندقة وهي اسم المذهب الزنديق قيل: وهو المبطن للكفر المظهر للإسلام أو من لا دين له أو الذي يعبد الأصنام قاله السندي في حاشية (المسند ١٠/ ١٠٩).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٠/ ١٠٨ ح ٥٨٦٧) وقال محققوه: إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وهذا الحديث مما أنكر على أبي صخر حميد بن زياد.
(٥) سنن الترمذي، القدر (ح ٢١٥٤)، وسنن ابن ماجه، الفتن، باب الخسوف (ح ٤٠٦١) وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٢٨٢).
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ١٠٢) وسنده صحيح.
(٧) صحيح مسلم، القدر، باب كل شيء بقدر (ح ٢٦٥٥).
(٨) صحيح مسلم، القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز (ح ٢٦٦٤).
(٩) تقدم تخريجه وتحسينه.