للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم، ومنها حللهم وكربها ذهب أحمر وجذوعها زمرد أخضر، وثمرها أحلى من العسل وألين من الزبد، وليس له عجم (١).

وحدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد هو: ابن سلمة، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: "نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كالبعير المقتب" (٢).

ثم قال: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠)﴾ قيل: المراد خيرات كثيرة حسنة في الجنة قاله قتادة (٣)، وقيل: خيرات جمع خيرة وهي المرأة الصالحة الحسنة الخلق الحسنة الوجه، قاله الجمهور، وروي مرفوعًا عن أم سلمة، وفي الحديث الآخر الذي سنورده في سورة الواقعة إن شاء الله تعالى أن الحور العين يغنين: نحن الخيرات الحسان خلقنا لأزواج كرام (٤)، ولهذا قرأ بعضهم ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ﴾ بالتشديد (٥) ﴿حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١)

ثم قال: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢)﴾ وهناك قال: ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [الرحمن: ٥٦] ولا شك أن التي قد قصرت طرفها بنفسها أفضل ممن قصرت وإن كان الجميع مخدرات.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا وكيع بن سفيان، عن جابر، عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: إن لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليه كل يوم تحفة وكرامة وهدية، لم تكن قبل ذلك لا مرحات ولا طمحات ولا بخرات ولا ذفرات، حورٌ عِين كأنهن بيض مكنون (٦).

وقوله تعالى: ﴿فِي الْخِيَامِ﴾ قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن رسول الله قال: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلًا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون" (٧) ورواه أيضًا من حديث أبي عمران به وقال: ثلاثون ميلًا (٨)، وأخرجه مسلم من حديث أبي عمران به ولفظه "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون (٩) ميلًا، للمؤمن فيها أهل يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا" (١٠).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن أبي الربيع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة،


(١) رجاله ثقات وسنده صحيح، وأخرجه الحاكم من طريق سفيان به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٤٧٥، ٤٧٦).
(٢) سنده ضعيف جدًا لأن أبا هارون هو عمارة بن جوين وهو متروك كما في التقريب.
(٣) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة بلفظ: "خيرات في الأخلاق، حسان في الوجوه".
(٤) سيأتي تخريجه في تفسير سورة الواقعة آية ٣٧.
(٥) وهي قراءة شاذة تفسيرية.
(٦) سنده ضعيف لضعف جابر وهو ابن يزيد الجعفي.
(٧) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، التفسير، باب ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢)﴾ [الرحمن] ح ٤٨٧٩).
(٨) أخرجه البخاري (الصحيح، بدء الخلق، صفة الجنة ح ٣٢٤٣).
(٩) الميل ثلاثة آلاف ذراع أو أربعة آلاف ذراع (القاموس المحيط ٤/ ٥٣).
(١٠) صحيح مسلم، الجنة وصفة نعيمها، باب في صفة خيام الجنة (ح ٢٨٣٨).