للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أخبرني مجاهد، عن عبيد بن عمير أنه قال: قال آدم: يا رب!، خطيئتي التي أخطأت شيء كتبته علي قبل أن تخلقني، أو شيء ابتدعته من قبل نفسي؟ قال: بل (كتبته) (١) عليك قبل أن أخلقك. قال: فكما كتبته عليَّ فاغفره لي قال: فذلك قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾.

قال السدي (٢)، عمن حدثه، عن ابن عباس: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾، قال: قال آدم : يا رب، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. ونفخت فيَّ من روحك؟ قيل له: بلى. [وعطست فقلت: يرحمك الله، وسبقت رحمتك غضبك؟ (قيل له: بلى)] (٣). وكتبت عليّ أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى. قال: أرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة؟ قال: نعم.

(وكذا) (٤) رواه العوفي (٥)، وسعيد بن جبير، وسعيد بن معبد، عن ابن عباس، بنحوه.

ورواه الحاكم في "مستدركه" (٦) من حديث ابن جبير، عن ابن عباس؛ وقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".


= (١٠١١)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٧٣) من طرق عن الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عمن سمع عبيد بن عمير فذكره.
وقد رواه عن الثوري هكذا: وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرحمن بن مهدي، ومؤمل بن إسماعيل، وخالفهم عبد الرزاق فرواه في "تفسيره" (١/ ٤٤) وعنه ابن جرير (٧٨٥) فرواه عن الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير به فأسقط الواسطة. ورواية الجماعة عن الثوري أقوى، ويحتمل أن يكون للثوري فيه وجهان وإن كان يرجح رواية الجماعة ما ذكره المصنف أن الثوري رواه عن مجاهد عن عبيد بن عمير فإن كان راويه عن الثوري ثبتًا فالإسناد متصل. والله أعلم.
(١) في (ن): "شيء كتبته".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١١) من طريق عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل، عن السدي به. وسنده ضعيف لانقطاعه ولكن سيأتي موصولًا إن شاء الله تعالى.
(٣) ساقط من (ج).
(٤) في (ز) و (ن): "وهكذا".
(٥) أخرجه ابن جرير (٧٧٧) بسند ضعيف مسلسل بالضعفاء.
(٦) "المستدرك" (٢/ ٥٤٥) من طريق الحسن بن علي بن عفان، ثنا الحسن بن عطية، ثنا الحسن بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(*) قلت: سنده جيد، والحسن بن عطية هو ابن نجيح القرشي، قال أبو حاتم: "صدوق" وقال الذهبي في "المغني": "ضعفه أبو الفتح الأزدي، ولا بأس به"، وقال الحافظ بن حجر: "أظنه اشتبه عليه بالذي قبله" والذي قبله هو الحسن بن عطية بن جندة العوفي.
وأخرجه ابن جرير (٧٧٥) قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن عطية، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو بسنده سواء.
وابن عطية هو محمد بن الفضل بن عطية تالف، قال أحمد: "حديثه حديث أهل الكذب" وقال ابن معين والجوزجاني: "كان كذابًا" وكذلك قال النسائي، وقال صالح بن محمد الحافظ: "كان يضع الحديث"، واتفقوا على طرحه.
لكنه لم يتفرد به، فتابعه محمد بن يوسف الفريابي، قال: حدثنا قيس بن الربيع بسنده سواء.
أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص ٣٠٢، ٣٠٣) ولكن قيس وابن أبي ليلى ضعيفان وقد اختلف على قيس في إسناده كما عند ابن جرير (٧٧٦) أيضًا، ورأيت صاحبنا الشيخ سعد بن عبد الله آل حميد حفظه الله =