للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا فسره السدي (١)، وعطية العوفي.

وقد روى ابن (٢) أبي حاتم (ها هنا حديثًا) (٣) شبيهًا بهذا، فقال: حدثنا علي بن (الحسين) (٤) بن إشكاب، حدثنا علي بن عاصم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أُبي بن كعب، قال: قال رسول الله : "قال آدم : أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة؟ قال: نعم. فذلك قوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ ".

وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وفيه انقطاع.

وقال أبو جعفر (٥) الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية - في قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ قال: إن آدم لما أصاب الخطيئة قال: أرأيت يا رب إن تبت وأصلحت؟ قال الله: "إذًا (أُرجعك إلى) (٦) الجنة"؛ فهي من الكلمات.

ومن الكلمات أيضًا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣].

وقال ابن أبي (٧) نجيح، عن مجاهد - أنه كان يقول في قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ - قال: الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك؛ رب إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم.

وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ أي: إنه يتوب على من تاب إليه وأناب؛ كقوله: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ [التوبة: ١٠٤] وقوله: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (١١٠)﴾ الآيات [النساء: ١١٠]، وقوله: ﴿وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١)[الفرقان] وغير ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى يغفر الذنوب، ويتوب على من يتوب؛ وهذا من لطفه بخلقه ورحمته بعبيده، لا إله إلا هو التواب الرحيم (٨).

[وذكرنا في "المسند (٩) الكبير" من طريق سليمان بن سليم، عن ابن بريدة - وهو] (١٠)


= خرج الحديث في تحقيقه لـ"تفسير سعيد بن منصور" (٢/ ٥٥٥) من رواية ابن جرير وحده ثم قال: "والحديث لا يصح عن ابن عباس "، ولم يطلع حفظه الله على رواية الحاكم. والله الموفق.
(١) أخرجه سعيد بن منصور في "تفسيره" (١٨٦) قال: نا الحسن بن يزيد الأصم قال سمعت السدي … فذكره. وسنده قوي.
(٢) في "تفسيره" (٤١٠).
(٣) في (ك): "حديثًا ههنا".
(٤) في (ج) و (ز) و"ع" و (ك) و (ل) و (ى): "الحسن" وهو خطأ.
(٥) أخرجه ابن جرير (٧٧٩). [وسنده جيد].
(٦) في (ن): "أدخلك"، وهو مخالف لسائر الأصول، ولما في "الطبري".
(٧) أخرجه ابن جرير (٧٨٨) من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم (٤١٥) من طريق عبد الله بن كثير، عن مجاهد مثله. وهو صحيح.
(٨) في (ع): "بلغ مقابلة بقراءة المصنف، معارضًا بأصله، حرسه الله".
(٩) وهو "جامع المسانيد والسنن" (٢/ ١٨١، ١٨٢) للمصنف .
(١٠) ساقط من كل "الأصول"، واستدركته من (ج) و (ل).