للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سليمان -، عن أبيه، عن النبي : "لما أُهبط آدم إلى الأرض، طاف بالبيت سبعًا، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم قال: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي، فأقبل معذرتي، وتعلم حاجتي، فأعطني سؤلي، وتعلم ما عندي، فاغفر ذنوبي، أسألك إيمانًا يباشر قلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي. قال: فأوحى الله إليه: إنك قد دعوتني بدعاءٍ استجبت لك فيه، ولمن يدعوني به، وفرجت همومه وغمومه، ونزعت فقره من بين عينيه، (واتجرت) (١) له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا وهي كارهة، وإن لم يردها". رواه الطبراني في "معجمه الكبير (٢) "] (٣).

﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩)﴾.

يقول تعالى مخبرًا عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس (حين) (٤) أهطبهم من الجنة، والمراد: الذرية: إنه سينزل الكتب، ويبعث الأنبياء والرسل؛ كما قال أبو العالية: الهدى: الأنبياء، والرسل، (والبيان) (٥) (٦).

وقال مقاتل بن حيان: الهدى: محمد (٧).

وقال الحسن: الهدى: القرآن (٨). وهذا القولان صحيحان، وقول أبي العالية أعم.


(١) في (ج): "تجرت".
(٢) لم أجده في "مسند بريدة" من "المعجم الكبير" وعزاه السيوطي في "الدر" (١/ ٥٩) للطبراني في "الأوسط" عن بريدة، وأظنه وهمًا. وساق المصنف سنده في "جامع المسانيد" (٧٤٢) عن الطبراني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا حميد بن معاذ، عن المنهال بن عمرو، عن سليمان بن سليم، عن ابن بريدة، عن أبيه مرفوعًا وأخرجه ابن مردويه في "المنتقى من حديث الطبراني" (ق ١٩٧/ ١) قال - يعني: الطبراني - حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا محمد بن كثير، ثنا حميد بن معاذ، ثنا المنهال بن عمرو، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه مثله فسقط ذكر "سليمان بن سليم" من الإسناد، وكأن الصواب إثباته، والله أعلم. وحميد بن معاذ لم أعرفه. ثم وقفت على الحديث في "الدعوات الكبير" (٢٣١) للبيهقي فرواه من طريق محمد بن كثير، حدثنا عبد الله بن المنهال، عن سليمان بن قسيم، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه مرفوعًا مثله.
وسليمان بن قسيم [ضعيف]، والحديث لا يثبت من أي وجه، وتسامح السيوطي فقال في "الدر" (١/ ٥٩): "إسناده لا بأس به"! وله شاهد من حديث عائشة مرفوعًا مثله أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٥٩٧٤) من طريق النضر بن طاهر، ثنا معاذ بن محمد الخراساني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وقال: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا معاذ بن محمد، تفرد به: النضر بن طاهر". اهـ.
(*) قلت: وهو متهم بالكذب.
(٣) ساقط من كل "الأصول"، واستدركته من (ج) و (ل).
(٤) في (ز) و (ض): "حتى".
(٥) في (ن): "البينات والبيان".
(٦) [أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية].
(٧) [أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان].
(٨) [أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق البراء بن يزيد عن الحسن (والبراء بن يزيد ضعيف التقريب ص ١١٣١)].