للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ﴾ أي: من أقبل على ما أنزلت به الكتب، وأرسلت به الرسل ﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ أي: فيما (يستقبلون) (١) من أمر الآخرة ﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ على ما فاتهم من أمور الدنيا، كما قال في سورة طه: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣)﴾.

قال ابن عباس: فلا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤)(٢) [طه] كما قال ها هنا: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩)﴾ أي: مخلدون فيها لا محيد لهم عنها ولا محيص.

وقد أورد ابن (٣) جرير () (٤) ها هنا حديثًا ساقه من (طريقين) (٥)، عن (أبي مسلمة) (٦) سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قُطعة، عن أبي سعيد؛ واسمه (سعد) (٧) بن مالك بن سنان الخدري؛ قال: قال رسول الله : "أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن (أقوامًا) (٨) أصابتهم النار بخطاياهم، فأماتتهم إماتةً حتى إذا صاروا فحمًا أُذن في الشفاعة".

وقد رواه مسلم (٩)، من حديث شعبة، عن (أبي مسلمة) (١٠) به.

[وذكر هذا الإهباط الثاني لما تعلق به ما بعده من المعنى المغاير للأول. وزعم بعضهم أنه تأكيد وتكرير؛ كما يقال: قم، قم. وقال آخرون: بل الإهباط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، والثاني عن سماء الدنيا إلى الأرض. والصحيح الأول. والله (تعالى) (١١) أعلم (بأسرار كتابه) (١١)] (١٢).

﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)﴾.

يقول تعالى آمرًا بني إسرائيل بالدخول في الإسلام، ومتابعة محمد عليه من الله أفضل الصلاة (وأتم) (١٣) والسلام، (ومهيجًا) (١٤) لهم بذكر أبيهم إسرائيل، وهو نبي الله يعقوب ؛ وتقديره:


(١) في (ز) و (ن) و (ص): "يستقبلونه".
(٢) [سيأتي تخريجه في تفسير سورة طه آية ١٢٣].
(٣) في "تفسيره" (٧٩٧).
(٤) ساقط من (ن).
(٥) كذا! وهو عند ابن جرير من ثلاثة طرق عن أبي مسلمة.
فأخرجه من طريق غسان بن مضر وبشر بن المفضل وإسماعيل بن علية ثلاثتهم عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد.
(٦) في (ن): "أبو سلمة" وهو خطأ.
(٧) في (ل): "سعيد" وهو خطأ.
(٨) في (ض): "لكن أقوام" بالرفع مع تسكين نون "لكن"؛ وفي "مسلم": "لكن ناس".
(٩) في "صحيحه" (١٨٥/ ٣٠٧) من طريق محمد بن جعفر غندر، ثنا شعبة.
(١٠) في (ض) و (ن): "أبو سلمة".
(١١) من (ل).
(١٢) ساقط من (ز) و (ض) و (هـ).
(١٣) من (ك).
(١٤) (في (ك): "وتهييجًا".