للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)(١). ورواه ابن أبي حاتم والبزار من حديث أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة فذكر الحديث (٢) ولم يذكر ابن أبي حاتم آخره، وهو قوله: لو دلَّيتم بحبل وإنما قال: حتى عدَّ سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة عام، ثم تلا ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)﴾. وقال البزار: لم يروه عن النبي إلا أبو هريرة.

ورواه ابن جرير، عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾. وذُكر لنا أن نبي الله هو جالس في أصحابه إذ مرَّ عليهم سحاب فقال: هل تدرون ما هذا (٣)؟ وذكر الحديث مثل سياق الترمذي سواء، إلا أنه مرسل من هذا الوجه، ولعل هذا هو المحفوظ والله أعلم. وقد روي من حديث أبي ذرٍّ الغفاري وأرضاه، رواه البزار في مسنده والبيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" (٤)، ولكن في إسناده نظر وفي متنه غرابة ونكارة، والله أعلم.

وقال ابن جرير عند قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: ١٢]: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قال: التقى أربعة من الملائكة بين السماء والأرض فقال بعضهم لبعض: من أين جئت؟ قال أحدهم: أرسلني ربي ﷿ من السماء السابعة وتركته ثَمّ. قال الآخر: أرسلني ربي من الأرض السابعة وتركته ثَمّ. قال الآخر: أرسلني ربي من المشرق وتركته ثَمّ. قال الآخر: أرسلني ربي من المغرب وتركته ثمّ (٥). وهذا حديث غريب جدًا، وقد يكون الحديث الأول موقوفًا على قتادة كما روي ههنا من قوله، والله أعلم.

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٦)﴾.

يخبر تعالى عن خلقه السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم أخبر تعالى باستوائه على العرش بعد خلقهن، وقد تقدم الكلام على هذه الآية وأشباهها في سورة الأعراف (٦) بما أغنى عن إعادته ههنا ..


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٣٧٠) وسنده ضعيف كسابقه، وقال ابن الجوزي حديث منكر العلل (١/ ٢٧).
(٢) أخرجه البزار كما في كشف الأستار ٢/ ٢٨٩ وسنده ضعيف كسابقه.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإرساله.
(٤) الأسماء والصفات للبيهقي ص ٥٠٦ وقال الجوزقاني: حديث منكر (الأباطيل ١/ ٦٨) وضعفه الحافظ ابن كثير سندًا ومتنًا.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لأنه مرسل ومثله لا يؤخذ إلا من الوحي لأنه من الغيبيات.
(٦) في الآية ٥٤.