للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب. حدثنا عمرو يعني: ابن الحارث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن يونس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول حين نزلت آية الملاعنة: "أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها الله الجنة، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين" (١).

وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ يعني فيما أمرتهن به من معروف ونهيتهن عنه من منكر.

قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت الزبير، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ قال: إنما هو شرط شرطه الله للنساء (٢).

وقال ميمون بن مهران: لم يجعل الله طاعة لنبيه إلا في المعروف والمعروف طاعة.

وقال ابن زيد: أمر الله بطاعة رسوله وهو خيرة الله من خلقه في المعروف (٣).

وقد قال غيره عن ابن عباس وأنس بن مالك وسالم بن أبي الجعد وأبي صالح وغير واحد: نهاهن يومئذٍ عن النوح (٤)، وقد تقدم حديث أم عطية في ذلك أيضًا.

وقال ابن جرير: حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة في هذه الآية ذكر لنا أن النبي أخذ عليهن النياحة ولا تحدثن الرجال إلا رجلًا منكن محرمًا، فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله إن لنا أضيافًا وإنا نغيب عن نسائنا فقال رسول الله : "ليس أولئك عنيت، ليس أولئك عنيت" (٥).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء، أخبرنا ابن أبي زائدة، حدثني مبارك، عن الحسن قال: كان فيما أخذ النبي ألا تحدثن الرجال إلا أن تكون ذات محرم، فإن الرجل لا يزال يحدث المرأة حتى يمذي بين فخذيه (٦).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا هارون، عن عمرو، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن أُم عطية الأنصارية قالت: كان فيما اشترط علينا رسول الله من المعروف حين بايعناه أن لا ننوح، فقالت امرأة من بني فلان: إن بني فلان أسعدوني فلا حتى أجزيهم، فانطلقت فأسعدتهم ثم جاءت فبايعت، قالت: فما وفى منهن غيرها وغير أُم سليم ابنة ملحان أُم أنس بن مالك (٧).


(١) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه. (السنن، الطلاق، باب التغليظ في الانتفاء ح ٢٢٦٣) وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (ح ٤٩٧).
(٢) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، التفسير، باب ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾ [الممتحنة: ١٢] ح ٤٨٩٣).
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٤) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق منصور عن سالم بن أبي الجعد، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، ورجاله ثقات لكنه مرسل، لأن قتادة لم يسمع من عبد الرحمن بن عوف.
(٦) سنده حسن.
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه الإمام أحمد من طريق هشام وحبيب عن ابن سيرين به (المسند ٤٥/ ٢٨٧ ح ٢٧٣٠٨) وصحح سنده محققوه.