للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمود بن بكر، حدثنا أبي، عن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "الولد ثمرة القلوب، وإنهم مجبنة محزنة". ثم قال: لا نعرفه إلا بهذا الإسناد (١).

وقال الطبراني: حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله قال: "ليس عدوك الذي إن قتلته كان فوزًا لك وإن قتلك دخلت الجنة، ولكن الذي لعله عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك" (٢).

وقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ أي: جهدكم وطاقتكم كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه" (٣). وقد قال بعض المفسرين كما رواه مالك، عن زيد بن أسلم إن هذه الآية ناسخة للتي في آل عمران وهي قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)[آل عمران] (٤).

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء هو ابن دينار، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ قال: لما نزلت هذه الآية اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرَّحت جباههم، فأنزل الله تعالى هذه الآية تخفيفًا على المسلمين: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ فنسخت الآية الأولى (٥).

وروى عن أبي العالية وزيد بن أسلم وقتادة والربيع بن أنس والسدي ومقاتل بن حيان نحو ذلك (٦).

وقوله: ﴿وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا﴾ أي: كونوا منقادين لما يأمركم الله به ورسوله، ولا تحيدوا عنه يمنة ولا يسرة، ولا تقدموا بين يدي الله ورسوله، ولا تتخلفوا عما به أمرتم، ولا تركبوا ما عنه زجرتم.

وقوله: ﴿وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ﴾ أي: وابذلوا مما رزقكم الله على الأقارب والفقراء


= ضعيف، مجالد وهو ابن سعيد الهمداني ضعيف. اهـ. ولو قالوا: حسن لغيره لكان أحسن.
(١) أخرجه البزار بسنده ومتنه وتعليقه (المسند ٢/ ٢٤٧ ح ١٧٩٧) وسنده ضعيف لضعف عطية وهو العوفي. (مجمع الزوائد ٨/ ١٥٨).
(٢) أخرجه الطبراني (المعجم الكبير ٣/ ٢٩٤ ح ٣٤٤٥) وسنده ضعيف لضعف رواية إسماعيل بن عياش عن أبيه كما في التقريب.
(٣) تقدم تخريجه في تفسير سورة الحشر آية ٧.
(٤) سنده صحيح لكنه مرسل ويتقوى بما يليه من المراسيل.
(٥) سنده حسن لكنه مرسل ويتقوى بالمراسيل السابقة واللاحقة.
(٦) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة لكنه مرسل، وبقية الآثار عن أبي العالية والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وزيد بن أسلم والسدي تقدم ذكرها في تفسير سورة آل عمران آية ١٠٢.