للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروي أيضًا من طريق سالم بن أبي الجعد مرسلًا نحوه (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول الله : "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر" (٢) رواه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان وهو الثوري به (٣).

وقال محمد بن إسحاق: جاء مالك الأشجعي إلى رسول الله فقال له: أُسر ابني عوف. فقال له رسول الله : "أرسل إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله"، وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها وأقبل، فإذا بسرح القوم الذين كانوا قد شدوه فصاح بهم فاتبع أولها آخرها فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب فقال أبوه: عوف ورب الكعبة! فقالت أمه: واسوأتاه وعوف [كيف يقدم] (٤) بما هو فيه من القد؟ فاستبقا الباب والخادم فإذا هو عوف قد ملأ الفناء إبلًا، فقصَّ على أبيه أمره وأمر الإبل فقال أبوه: قفا حتى آتي رسول الله فأسأله عنها، فأتى رسول الله فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل، فقال له رسول الله : اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعًا بمالك ونزل: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ (٥) رواه ابن أبي حاتم.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا إبراهيم بن الأشعث، حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام بن حسان، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله : "من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤونة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها" (٦).

وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ قال الإمام أحمد: حدثنا ليث، حدثنا قيس بن الحاج، عن حنش الصنعاني، عن عبد الله بن عباس أنه حدثه أنه ركب خلف رسول الله يومًا فقال له رسول الله : "يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده


(١) أخرجه الطبري من طريق عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد، وسنده مرسل. وأخرجه الحاكم من طريق سالم بن أبي الجعد عن جابر وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: بل منكر فيه عباد بن يعقوب رافضي وعبيد بن كثير العامري متروك (المستدرك ٢/ ٤٩٢).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٧/ ٦٨ ح ٢٢٣٨٦) وقال محققوه: حسن لغيره دون قوله: "إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه".
(٣) سنن ابن ماجه، الفتن، باب العقوبات (ح ٤٠٢٠) وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٢٤٨) وعزاه المزي إلى النسائي في السنن الكبرى، كتاب الرقاق. (تحفة الأشراف ٢/ ١٣٣) وأخرجه الحاكم من طريق الثوري به كما في رواية الإمام أحمد السابقة، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. (المستدرك ١/ ٤٩٣).
(٤) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل بياض.
(٥) سنده ضعيف لانقطاعه بين ابن إسحاق ومالك الأشجعي.
(٦) سنده ضعيف لضعف إبراهيم بن الأشعث. (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٠٦) وأخرجه الطبراني من طريق إبراهيم بن الأشعث به. (المعجم الصغير ١/ ١١٦).