للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن أبي عبيدة فقيل إنه يلبس الغليظ من الثياب، ويأكل أخشن الطعام فبعث إليه بألف دينار، وقال للرسول: انظر ما يصنع بها إذا هو أخذها فما لبث أن لبس اللين من الثياب، وأكل أطيب الطعام فجاءه الرسول فأخبره فقال رحمه الله تعالى تأول هذه الآية ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ﴾ (١).

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير: حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، أخبرني أبي، أخبرني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد بن أبي مالك الأشعري واسمه: الحارث قال: قال رسول الله : "ثلاثة نفر كان لأحدهم عشرة دنانير، فتصدق منها بدينار، وكان لآخر عشر أواق فتصدف منها بأوقية، وكان لآخر مائة أوقية فتصدق منها بعشر أواق"، فقال رسول الله : "هم في الأجر سواء كل قد تصدق بعشر ماله"، قال الله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ﴾ (٢). هذا حديث غريب من هذا الوجه.

وقوله: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾، وعد منه تعالى ووعده حق لا يخلفه وهذا كقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦)[الشرح].

وقد روى الإمام أحمد حديثًا يحسن أن نذكره ههنا فقال: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب قال: قال أبو هريرة: بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعًا قد أصابته مسغبة شديدة، فقال لامرأته: عندك شيء؟ قالت: نعم أبشر أتانا رزق الله، فاستحثها فقال: ويحك ابتغي إن كان عندك شيء، قالت: نعم هنيهة ترجو رحمة الله حتى إذا طال عليه الطوى قال: ويحك قومي فابتغي إن كان عندك شيء فائتيني به فإني قد بلغت وجهدت فقالت: نعم الآن نفتح التنور فلا تعجل فلما أن سكت عنها ساعة وتحينت أن يقول لها قالت من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنوري فقامت فنظرت إلى تنورها ملآن من جنوب الغنم ورحييها تطحنان فقامت إلى الرحى فنفضتها واستخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم. قال أبو هريرة: فوالذي نفس أبي القاسم بيده هو قول محمد : لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة (٣).

وقال في موضع آخر: حدثنا أبو عامر، حدثنا أبو بكر، عن هشام، عن محمد وهو: ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: دخل رجل على أهله فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأته امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها وإلى التنور فسجرته، ثم قالت: اللَّهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت، قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئًا، قال: فرجع الزوج فقال: أصبتم بعدي شيئًا قالت امرأته: نعم من ربنا فأَم إلى الرحى فذكر ذلك للنبي فقال النبي : أما إنه


(١) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لعدم سماع أبي سنان من عمر ، وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي: ضعيف.
(٢) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ٣/ ٣٣١ ح ٣٤٣٩) وسنده ضعيف لضعف رواية محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه كما في التقريب (وينظر مجمع الزوائد ٣/ ١١٤).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٥/ ٢٧٦ ح ٩٤٦٤). وضعف سنده محققوه لضعف شهر بن حوشب.