للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ليث: عن طاوس يفضلان كل سورة في القرآن بسبعين حسنة (١).

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسين بن عجلان الأصبهاني، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "لوددت أنها في قلب كل إنسان من أُمتي" يعني: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ (٢)، هذا حديث غريب وإبراهيم ضعيف، وقد تقدم مثله في سورة يس.

وقد روى هذا الحديث عَبْدُ بن حميد في مسنده بأبسط من هذا فقال: حدثنا إبراهيم ابن الحكم، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال لرجل: ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلى. قال: اقرأ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك، فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له [أن تُنجِيه] (٣) من عذاب النار، وينجى بها صاحبها من عذاب القبر. قال رسول الله : "لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي".

وقد روى الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أحمد بن نصر بن زياد أبي عبد الله القرشي النيسابوري المقريء الزاهد الفقيه أحد الثقات الذين روى عنهم البخاري ومسلم لكن في غير الصحيحين، وروى عنه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وعليه تفقه في مذهب أبي عبيد بن حربويه وخلق سواهم، ساق بسنده من حديثه عن فرات بن السائب، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "إن رجلًا ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله إلا "تبارك"، فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه، فقال لها: إنك من كتاب الله، وأنا أكره مساءتك، وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرًا ولا نفعًا، فإن أردتِ هذا به فانطلقي إلى الربِّ فاشفعي له، فتنطلق إلى الربِّ فتقول: يا ربِّ إن فلانًا عمد إليّ ما بين كتابك، فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه، فإن كنت فاعلًا ذاك به فامحني من كتابك، فيقول: ألا أراك غضبت فتقول: وحُقَّ لي أن أغضب. فيقول: اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه، قال: فتجيء الملك فيخرج خاسف البال لم يحلّ منه بشيء قال: فتجيء فتضع فاها على فيه، فتقول مرحبًا بهذا الفم فربما تلاني، ومرحبًا بهذا الصدر فربما وعاني، ومرحبًا بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه". قال: فلما حدث بهذا رسول الله لم يبق صغير ولا كبير ولا حرّ ولا عبد إلا تعلمها وسمَّاها رسول الله : المنجية (٤).

قلت: وهذا حديث منكر جدًا وفرات بن السائب هذا ضعفه الإمام أحمد ويحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم والدارقطني وغير واحد. وقد ذكره ابن عساكر من وجه آخر عن الزهري من


(١) أخرجه الترمذي، وسنده مرسل. (المصدر السابق بعد ح ٢٨٩٢).
(٢) أخرجه الطبراني (المعجم الكبير ١١/ ٢٤١ ح ١١٦١٦) وسنده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم بن أبان كما في التقريب وانظر: (مجمع الزوائد ٧/ ١٣٠).
(٣) كذا في (ح)، وفي الأصل بياض.
(٤) أخرجه ابن عساكر (تاريخ دمشق ٢/ ل ٢٥٦) وسنده ضعيف لضعف فرات بن السائب كما قرر ونقل الحافظ ابن كثير.