للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورواه البخاري من طرق عن حميد (١). ورواه مسلم أيضًا وله من حديث ثوبان مولى رسول الله نحو هذا، وفي صحيح مسلم من حديث أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن حبرًا سأل رسول الله عن مسائل، فكان منها أن قال: فما تحفتهم؟ - يعني أهل الجنة حين يدخلون الجنة - قال: زيادة كبد الحوت. قال: فما غذاؤهم على أثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها. قال: فما شرابهم عليه؟ قال: من عين فيها تسمى سلسبيلًا (٢). وقيل: المراد بقوله: ﴿ن﴾ لوح من نور.

قال ابن جرير: حدثنا الحسن بن شبيب المكتب، حدثنا محمد بن زياد الجزري، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: قال رسول الله : ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١)﴾ لوح من نور وقلم من نور يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة (٣). وهذا مرسل غريب.

وقال ابن جريج: أُخبرت أن ذلك القلم من نور طوله مئة عام (٤).

وقيل: المراد بقوله: ﴿ن﴾ دواة ﴿وَالْقَلَمِ﴾ القلم.

قال ابن جرير: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا أبو ثور، عن معمر، عن الحسن وقتادة في قوله: ﴿ن﴾ قالا: هي الدواة (٥).

وقد روي في هذا حديث مرفوع غريب جدًا فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الحسن بن يحيى، حدثنا أبو عبد الله مولى بني أُمية، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "خلق الله النون وهي: الدواة" (٦).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب، حدثنا أخي عيسى بن عبد الله، حدثنا ثابت الثمالي، عن ابن عباس قال: إن الله خلق النون، وهي الدواة، وخلق القلم فقال: اكتب. قال: وما اكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل معمول به بر أو فجور أو رزق مقسوم حلال أو حرام، ثم الزم كل شيء من ذلك من شأنه دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم؟ وخروجه منها كيف؟ ثم جعل على العباد حفظة وللكتاب خزانًا، فالحفظة ينسخون كل يوم من الخزان عمل ذلك اليوم، فإذا فني الرزق وانقطع الأثر وانقضى الأجل أتت الحفظة الخزانة يطلبون عمل ذلك اليوم، فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيء. فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا (٧) قال: فقال ابن عباس ألستم قومًا عربًا تسمعون الحفظة يقولون: ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية: ٢٩]؟ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل؟


(١) صحيح البخاري، أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (ح ٣٣٢٩).
(٢) أخرجه مسلم من طريق أبي سلام عن أبي أسماء الرحبي به مطولًا. (الصحيح، الحيض، باب بيان صفة مني الرجل. ح ٣١٥).
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وضعف الحافظ ابن كثير لإرساله.
(٤) سنده ضعيف لأن ابن جريج لم يصرح بسنده.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٦) استغربه الحافظ ابن كثير جدًا، وذكره بصيغة التمريض لضعفه.
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف ثابت الثمالي. (التقريب ص ١٣٢).