للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتاب السنة من سننه، حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" هذا لفظ أبي داود (١).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى بن المغيرة، حدثنا جرير، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ قال: ثمانية صفوف من الملائكة (٢). قال: وروي عن الشعبي وعكرمة والضحاك وابن جريج مثل ذلك، وكذا روى السدي، عن [أبي] (٣) مالك، عن ابن عباس: ثمانية صفوف (٤)، وكذا روى العوفي عنه (٥).

وقال الضحاك، عن ابن عباس: الكروبيون ثمانية أجزاء كل جزء منهم بعدة الإنس والجن والشياطين والملائكة (٦).

وقوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)﴾ أي: تعرضون على عالم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر، ولهذا قال تعالى: ﴿لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ وقد قال ابن أبي الدنيا: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر بن الخطاب : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أخف عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)(٧).

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا علي بن رفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى قال: قال رسول الله : "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله" (٨). ورواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع به (٩). وقد رواه الترمذي، عن أبي كريب، عن علي بن


(١) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه (السنن، السنة، باب في الجهمية ح ٤٧٢٧)؛ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٣٩٥٣).
(٢) سنده ضعيف لإرساله، ويشهد له ما سيأتي من قول ابن عباس.
(٣) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل بياض.
(٤) أخرجه الطبري من طريق السدي به، وأخرجه من طريق العوفي وعكرمة عن ابن عباس، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضًا.
(٥) تقدم في سابقه.
(٦) سنده ضعيف لأن الضحاك لم يسمع من ابن عباس.
(٧) أخرجه ابن أبي الدنيا (محاسبة النفس رقم ٢) وسنده ضعيف لأن ثابت بن الحجاج لم يسمع من عمر . وقد أشار الحافظ ابن كثير إلى انقطاعه في مسند الفاروق ٢/ ٦١٨.
(٨) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. (المسند ٣٢/ ٤٨٦ ح ١٩٧١٥) وضعف سنده محققوه لأن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
(٩) سنن ابن ماجه، الزهد، باب ذكر البعث (ح ٤٢٧٧)، وسنده كسابقه.