للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

علي، عن الحسن، عن أبي هريرة به (١).

وقد روى ابن جرير، عن مجاهد بن موسى، عن يزيد، عن سليمان بن حيان، عن مروان الأصغر، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله (٢)، ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة مرسلًا مثله.

﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤)﴾.

يخبر تعالى عن سعادة من يؤتى كتابه يوم القيامة بيمينه وفرحه بذلك، وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ أي: خذوا اقرؤوا كتابيه لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة، لأنه ممن بدل الله سيئاته حسنات (٣).

قال عبد الرحمن بن زيد: معنى ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ أي: هاقرؤوا كتابيه و"أُم" زائدة كذا قال (٤)، والظاهر أنها بمعنى: هاكم.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا بشر بن مطر الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: المؤمن يعطى كتابه بيمينه في ستر من الله فيقرأ سيئاته، فكلما قرأ سيئة تغير لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع إليه لونه. ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات، قال: فعند ذلك يقول: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ (٥).

وحدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا موسى بن عبيدة، أخبرني عبد الله بن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال: إن الله يوقف عبده يوم القيامة فيبدي؛ أي: يظهر سيئاته في ظهر صحيفته، فيقول له: أنت عملت هذا؟ فيقول: نعم أي ربّ، فيقول له: إني لم أفضحك به، وإني قد غفرت لك. فيقول عند ذلك: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩)

﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠)﴾ حين نجا من فضيحته يوم القيامة (٦).

وقد تقدم في الصحيح حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى فقال: سمعت رسول الله يقول: "يدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك، قال الله تعالى أني


(١) سنن الترمذي، صفة القيامة، باب ما جاء في العرض (ح ٢٤٢٧)؛ وضعف سنده الألباني في ضعيف سنن الترمذي.
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه. وذكره الدارقطني من حديث أبي موسى مرفوعًا وموقوفًا ثم قال: الموقوف هو الصحيح. (العلل ٧/ ٢٥١) فيكون هذا الموقوف الصحيح شاهدًا لرواية الطبري.
(٣) أخرجه عبد الرزاق بسند رجاله ثقات عن معمر عن قتادة لكنه مرسل ويتقوى بسابقه.
(٤) لم يقل به عبد الرحمن بن زيد، وقد أخرج الطبري بسند صحيح من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بلفظ: "تعالوا".
(٥) سنده ضعيف لإرساله.
(٦) سنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة وهو الربذي، ولإرساله.