للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ أي: يود الكافر يومئذٍ أنه كان في الدار الدنيا ترابًا، ولم يكن خلق ولا خرج إلى الوجود، وذلك حين عاين عذاب اللَّه ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة.

وقيل: إنما يَود ذلك حين يحكم اللَّه بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور حتَّى إنه ليقتصَّ للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني ترابًا فتصير ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر: ﴿يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ أي: كنت حيوانًا فأرجع إلى التراب، وقد ورد معنى هذا في حديث الصور المشهور (١)، وورد فيه آثار عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وغيرهما.

آخر تفسير سورة عمّ، وللّه الحمد والمنَّة.


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة الأنعام آية ٧٣.