للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبو زيد العباداني، عن هلال بن خباب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: "تحشرون حفاة عراة مشاة غرلًا" قال: فقالت زوجته: يا رسول الله ننظر أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: "لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"، أو قال: "ما أشغله عن النظر" (١).

وقد رواه النسائي منفردًا به عن أبي داود، عن عارم، عن ثابت بن يزيد وهو: أبو زيد الأحول البصري أحد الثقات، عن هلال بن خباب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (٢) به، وقد رواه الترمذي، عن عبد بن حميد، عن محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي قال: "تحشرون حفاة عراة غرلًا" فقالت امرأة: أيبصر أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: "يا فلانة لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". ثم قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن ابن عباس (٣).

وقال النسائي: أخبرني عمرو بن عثمان، حدثنا بَقية، حدثنا الزبيدي، أخبرني الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله قال: "يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلًا" (٤) فقالت عائشة: يا رسول الله فكيف بالعورات؟ فقال: "لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه" (٥). انفرد به النسائي من هذا الوجه.

ثم قال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا أبي، حدثنا أزهر بن حاتم، حدثنا الفضل بن موسى، عن عائذ بن شريح، عن أنس بن مالك قال: سألت عائشة رسول الله فقالت: يا رسول الله بأبي أنت وأُمي إني سائلتك عن حديث فتخبرني أنت به، قال: "إن كان عندي منه علم". قالت: يا نبي الله كيف يحشر الرجال؟ قال: "حفاة عراة". ثم انتظرت ساعة فقالت: يا رسول الله كيف يحشر النساء؟ قال: "كذلك حفاة عراة". قالت: واسوأتاه من يوم القيامة. قال: "وعن أي ذلك تسألين؟ إنه قد نزل عليَّ آية لا يضرك كان عليك ثياب أو لا يكون". قالت: أية آية هي يا نبي الله؟ قال: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)(٦).

وقال البغوي في تفسيره: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرني الحسين بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا ابن أبي أويس، حدثنا أبي، عن محمد بن أبي عياش، عن عطاء بن يسار، عن سودة زوج النبي قالت: قال رسول الله : "يبعث الناس حفاة عراة غرلًا، قد ألجمهم


(١) حديث صحيح كما يلي.
(٢) السنن الكبرى، التفسير، سورة عبس (ح ١١٥٨٣).
(٣) سنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة عبس (ح ٣٣٣٢)؛ وقال الألباني: حسن صحيح. (صحيح سنن الترمذي ح ٢٦٥٢).
(٤) أي: غير مختومين.
(٥) السنن الكبرى، التفسير، سورة عبس (ح ١١٥٨٤). ويشهد له سابقه، وأخرجه الحاكم من طريق بقية به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/ ٥٦٤).
(٦) سنده ضعيف لضعف عائذ بن شريح. (الجرح والتعديل ٧/ ١٦) ويشهد له ما سبق.