للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال السدي نفسه: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾ أعمال مَنْ قبلكم منزلًا بعد منزل.

(قلت): كأنه أراد معنى الحديث الصحيح: "لتركبن سنن مَنْ كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى قال: "فمن؟ " (١). وهذا محتمل.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة، حدثنا ابن جابر أنه سمع مكحولًا يقول في قول الله: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾ قال: في كل عشرين سنة تحدثون أمرًا لم تكونوا عليه (٢).

وقال الأعمش: حدثنا إبراهيم قال: قال عبد الله: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾، قال: السماء تتشقق ثم تحمر ثم تكون لونًا بعد لون (٣).

وقال الثوري، عن [قيس] (٤) بن وهب، عن مُرَّة، عن ابن مسعود: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾ قال: السماء مَرَّة كالدهان ومَرَّة تنشق (٥).

وروى البزار من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾ يا محمد يعني حالًا بعد حال، ثم قال: ورواه جابر، عن مجاهد، عن ابن عباس (٦).

وقال سعيد بن جبير ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾ قال: قوم كانوا في الدنيا خسيس أمرهم فارتفعوا في الآخرة، وآخرون كانوا أشرافًا في الدنيا فاتضعوا فى الآخرة (٧).

وقال عكرمة: ﴿طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ حالًا بعد حال فطيمًا بعد ما كان رضيعًا، وشيخًا بعد ما كان شابًا.

وقال الحسن البصري: ﴿طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ يقول: حالًا بعد حال، رخاء بعد شدة، وشدة بعد رخاء، وغنى بعد فقر، وفقرًا بعد غنى، وصحة بعد سقم، وسقمًا بعد صحة (٨).

وقال ابن أبي حاتم: ذُكر عن عبد الله بن زاهر، حدثني أبي، عن عمرو بن شمر، عن جابر هو: الجعفي، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول: "إن ابن آدم لفي غفلة مما خلق له إن الله تعالى إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب رزقه، اكتب أجله،


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة التوبة (ح ٣٤).
(٢) سنده مرسل ضعيف ومثل هذا المتن لا يؤخذ إلا من الوحي لأنه غيب.
(٣) سنده منقطع لأن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود ويتقوى بما يليه.
(٤) كذا في (ح) و (حم) وترجمته، وفي الأصل صحف إلى: "قوس".
(٥) أخرجه الطبري عن ابن حميد عن مهران عن سفيان به، وفي سنده ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف لكنه توبع؛ فقد أخرجه آدم بن أبي إياس من طريق السدي عن مُرة عن ابن مسعود، وسنده حسن.
(٦) أخرجه البزار من طريق شريك عن جابر به. قال ابن حجر: وجابر ضعيف (مختصر زوائد مسند البزار ٢/ ١١٦ ح ١٥٢٧).
(٧) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٨) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد عن قتادة بنحوه.