للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله قال: "من أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحبَّ آخرته أضرَّ بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى" (١). تفرد به أحمد، وقد رواه أيضًا عن أبي سلمة الخزاعي، عن الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو به مثله سواء (٢).

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)﴾ قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا نصر بن علي، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)﴾ قال النبي : "كان كل هذا -أو كان هذا- في صحف إبراهيم وموسى" ثم قال: لا نعلم أسند الثقات عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس غير هذا، وحديثًا آخر أورده قبل هذا (٣).

وقال النسائي: أخبرنا زكريا بن يحيى، أخبرنا نصر بن علي، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)[الأعلى] قال: كلها في صحف إبراهيم وموسى، ولما نزلت: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧)[النجم] قال: وفّى ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)[النجم] (٤).

يعني: أن هذه الآية كقوله تعالى في سورة النجم: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (٤١) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢)[النجم] الآيات إلى آخرهن، وهكذا قال عكرمة فيما رواه ابن جرير عن ابن حميد عن مهران، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)﴾ يقول: الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى (٥).

وقال أبو العالية: قصة هذه السورة في الصحف الأولى (٦)، واختار ابن جرير أن المراد بقوله:


(١) أخرجه الإمام بسنده ومتنه (المسند ٣٢/ ٤٧٠ ح ١٩٦٩٧) قال محققوه: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. المطلب بن عبد الله -وهو ابن حنطب- لا يعرف له سماع من الصحابة.
(٢) وسنده ضعيف أيضًا للعلة السابقة.
(٣) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ح ٢٢٨٥) وفي سنده عطاء بن السائب وقد اختلط، وسماع سليمان والد معتمر يتوقف فيه كما قرر الحافظ ابن حجر إذ صرح بأسماء الذين سمعوا من عطاء قبل الاختلاط ثم قال: ومن عداهم يتوقف فيه. (تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٧).
(٤) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (السنن الكبرى، التفسير، باب سورة الأعلى ح ١١٦٦٨) وسنده كسابقه.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف، وقد تابعه عبد بن حميد حيث عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد وهو من طبقة شيوخ الطبري، فيكون الإسناد حسنًا لغيره.
(٦) أخرجه الطبري بسند فيه أيضًا ابن حميد كما تقدم، وقد توبع أيضًا فقد عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور وابن أبي حاتم لم يرو عن ابن حميد بل يروي نسخة أبي العالية من طريق أبيه عن =