للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عكرمة: في شدة وطوْل (١).

وقال قتادة: في مشقة (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، سمعت محمد بن علي أبا جعفر الباقر سأل رجلًا من الأنصار عن قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (٤)﴾ قال: في قيامه واعتداله فلم ينكر عليه أبو جعفر (٣). وروي من طريق أبي مودود سمعت الحسن قرأ هذه الآية: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (٤)﴾ قال: يكابد أمرًا من أمر الدنيا وأمرًا من أمر الآخرة، وفي رواية: يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة (٤).

وقال ابن زيد: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (٤)﴾ قال: آدم خلق في السماء فسمي ذلك الكبد (٥)، واختار ابن جرير أن المراد بذلك: مكابدة الأمور ومشاقها.

وقوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥)﴾ [قال الحسن البصري: يعني: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥)﴾ يأخذ ماله] (٦). وقال قتادة: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥)﴾ قال: ابن آدم يظن أن لن يسأل عن هذا المال من أين اكتسبه، وأين أنفقه.

وقال السدي: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥)﴾ قال الله ﷿ (٧).

وقوله تعالى: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (٦)﴾ أي: يقول ابن آدم: أنفقت مالًا لبدًا؛ أي: كثيرًا. قاله مجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم (٨).

﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧)﴾ قال مجاهد: أي: أيحسب أن لم يره الله ﷿؟ وكذا قال غيره من السلف (٩).

وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨)﴾ أي: يبصر بهما ﴿وَلِسَانًا﴾ أي: ينطق به فيعبر عما في ضميره ﴿وَشَفَتَيْنِ﴾ يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام وجمالًا لوجهه وفمه.

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي عن مكحول قال: قال النبي : "يقول الله تعالى يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعمًا عظامًا لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لهما غطاء، فانظر


(١) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم؛ وأخرجه الطبري بسند حسن من طريق النضر بن عربي عن عكرمة بلفظ: "في شدة".
(٢) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة بمعناه.
(٣) سنده ضعيف لضعف أحمد بن عصام. (لسان الميزان ١/ ٢٢٠).
(٤) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق علي بن علي بن رفاعة عن الحسن.
(٥) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٦) زيادة من نسخة دار الكتب حسب طبعة البابي الحلبي.
(٧) كذا في الأصول، وفيما عزاه السيوطي إلى ابن المنذر عن السدي أوضح إذ هو بلفظ: "الكافر: يحسب أن لن يقدر الله عليه ولم يره".
(٨) أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد؛ وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٩) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة بنحوه.