للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[وقوله تعالى: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢)﴾ بمعنى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح: ٢]

﴿الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣)﴾ الإنقاض الصوت، وقال غير واحد من السلف في قوله: ﴿الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣)﴾: أي أثقلك حمله] (١).

وقوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)﴾ قال مجاهد: لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله (٢).

وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله (٣).

وقال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله أنه قال: "أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرت ذكرت معي" (٤). وكذا رواه ابن أبي حاتم، عن يونس، عن عبد الأعلى به. ورواه أبو يعلى من طريق ابن لهيعة، عن دراج (٥).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبو عمر الحوضي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله، قلت: قد كان قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى، قال: يا محمد ألم أجدك يتيمًا فآويتك؟ قلت: بلى يا ربِّ، قال: ألم أجدك ضالًّا فهديتك؟ قلت: بلى يا ربِّ، قال: ألم أجدك عائلًا فأغنيتك؟ قلت: بلى يا ربِّ، قال ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا ربِّ" (٦).

وقال أبو نعيم في دلائل النبوة: حدثنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا موسى بن سهل الجويني، حدثنا أحمد بن القاسم بن بهزان الهيتي: حدثنا نصر بن حماد، عن عثمان بن عطاء، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله : "لما فرغت مما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت: يا ربِّ إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته جعلت إبراهيم خليلًا وموسى كليمًا، وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين، وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي؟ قال: أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله؟ أني لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أُمتك [أناجيل] (٧) يقرؤون القرآن ظاهرًا ولم أعطها أُمة، وأعطيتك كنزًا من كنوز عرشي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" (٨).


(١) زيادة من (ح) و (حم).
(٢) أخرجه الإمام الشافعي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (الرسالة ص ١٦)، وأخرجه عبد الرزاق والطبري من طريق ابن عيينة به، وسنده صحيح.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف رواية دراج عن أبي الهيثم.
(٥) سنده كسابقه.
(٦) أخرجه الحاكم من طريق حماد بن زيد به وصححه ووافقه الذهبي. (المستدرك ٢/ ٥٢٦) وفي سنده عطاء بن السائب وقد اختلط وقد أشار الهيثمي إلى ذلك. (مجمع الزوائد ٨/ ٢٥٧).
(٧) في الأصل بياض، واستدرك من نسخة دار الكتب حسب طبعة البابي الحلبي.
(٨) سنده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء وهو الخراساني.