للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)(١).

ورواه مسلم من طريق داود -وهو ابن أبي هند- به (٢).

وقال ابن جرير: حدثنا أبو السائب، حدثنا حفص، حدثنا عاصم، عن الشعبي، عن أُم سلمة قالت: كان رسول الله في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد، ولا يذهب ولا يجيء، إلا قال: "سبحان الله وبحمده". فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر من سبحان الله وبحمده، لا تذهب ولا تجيء، ولا تقوم ولا تقعد إلا قلت: سبحان الله وبحمده؟ قال: "إني أمرت بها"، فقال: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١). . .﴾ إلى آخر السورة (٣). غريب، وقد كتبنا حديث كفارة المجلس من جميع طرقه وألفاظه في جزء مُفرد، فيكتب ههنا.

وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيدة، عن عبد الله قال: لما نزلت على رسول الله : ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾ كان يكثر إذا قرأها -ورَكَعَ- أن يقول: "سبحانك اللَّهم ربنا وبحمدك، اللَّهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم" ثلاثًا (٤).

تفرد به أحمد. ورواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن عمرو بن مُرّة، عن شعبة، عن أبي إسحاق، به (٥).

والمراد بالفتح ههنا فتح مكة قولًا واحدًا، فإن أحياء العرب كانت تَتَلَوّم بإسلامها فتح مكة، يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي. فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا، فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانًا، ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام، ولله الحمد والمنة.

وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله ، وكانت الأحياء تَتَلَوّمُ بإسلامها فتح مكة، يقولون: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي. . . الحديث (٦).

وقد حَرّرنا غزوة الفتح في كتابنا: السيرة، فمن أراد فليراجعه هناك، ولله الحمد والمنة.

وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، حدثني جار لجابر بن عبد الله قال: قدمت من سفر فجاءني جابر بن عبد الله، فسلم عليّ، فجعلت أحدّثهُ عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: "إن الناس دخلوا في دين الله أفواجًا، وسيخرجون منه أفواجًا" (٧).

[آخر تفسير سورة ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾، ولله الحمد والمنّة] (٨).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. (المسند ٦/ ٣٥) وسنده صحيح.
(٢) صحيح مسلم، الباب السابق (ح ٤٨٤/ ٢٢٠).
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده منقطع فإن الشعبي لم يسمع من أُم سلمة ، وقد استغربه الحافظ ابن كثير.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. (المسند ٦/ ٢٠٧ ح ٣٦٨٣) قال محققوه: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة، وهو ابن عبد الله بن مسعود، لم يسمع من أبيه.
(٥) سنده كسابقه.
(٦) صحيح البخاري، المغازي، باب رقم ٥٣ (ح ٤٣٠٢).
(٧) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. (المسند ٣/ ٣٤٣) وسنده ضعيف لإبهام جار جابر بن عبد الله .
(٨) زيادة من (حم).