للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عقبة بن عامر قال: كنت أمشي مع رسول الله فقال: "يا عقبة، قل". فقلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ [فسكت عني، فقلت: اللَّهم اردده عليَّ فقال: "يا عقبة قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله] (١) فقال: " ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ "، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: " ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)﴾ "، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله عند ذلك: "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما" (٢).

طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا محمد بن [بشار] (٣)، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عُقبة بن عامر: أن رسول الله قرأ بهما في صلاة الصبح (٤).

طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم، عن عُقبة بن عامر قال: اتبعت رسول الله وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف. فقال: "لن تقرأ شيئًا أنفع عند الله من ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ " (٥).

حديث آخر: قال النسائي: أخبرنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي عبد الله، عن ابن عابس الجهني: أن النبي قال له: "يا ابن عابس، ألا أدلك -أو: ألا أخبرك- بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون؟ ". قال: بلى، يا رسول الله. قال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)﴾، هاتان السورتان" (٦).

فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث.

وقد تقدم في رواية صُدَيّ بن عجلان، وفَرْوَةَ بن مُجَاهد، عنه: "ألا أعلمك ثلاثَ سُورَ لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلهن؟ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)[الإخلاص] و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)" (٧).

حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا الجريري، عن أبي العلاء قال: قال رجل: كنا مع رسول الله في سفر، والناس يعتقبون، وفي الظهر قلة، فحانت نَزْلَة رسول الله ونزلتي، فلحقني فضرب منكبي، فقال: " ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ "، فقرأها


(١) زيادة من سنن النسائي.
(٢) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (المصدر السابق)؛ وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (ح ٥٠٢٦).
(٣) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: يسار.
(٤) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (المصدر السابق) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (ح ٥٠٢٣).
(٥) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (المصدر السابق) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (ح ٥٠٢٧).
(٦) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (المصدر السابق) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (ح ٥٠٢٠).
(٧) تقدم في فضائل سورة الإخلاص.