للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله وقرأتها معه، ثم قال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)﴾، فقرأها رسول الله وقرأتها معه، فقال: "إذا صلَّيتَ فاقرأ بهما" (١).

الظاهر أن هذا الرجل هو عُقبة بن عامر، والله أعلم.

ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، به (٢).

حديث آخر: قال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، عن عبد الله بن سعيد، حدثني يزيد بن [رومان] (٣)، عن عُقبة بن عامر، عن عبد الله الأسلمي -هو ابن أنيس-: أن رسول الله وضع يده على صدره ثم قال: "قل". فلم أدرِ ما أقول، ثم قال لي: "قل". قلت ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص]. ثم قال لي: "قل". قلت: ﴿أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)﴾، حتى فرغت منها، ثم قال لي: "قل". قلت: ﴿أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ حتى فرغت منها. فقال رسول الله : "هكذا فَتَعَوّذْ، ما تعوذَ المتعوذون بمثلهن قط" (٤).

حديث آخر: قال النسائي: أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص، حدثنا بَدَل، حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة، عن سعيد الجُرَيري، حدثنا أبو نَضْرة، عن جابر بن عبد الله قال: قال لي رسول الله : "اقرأ يا جابر". قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأُمي؟ قال: "اقرأ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)﴾. فقرأتهما، فقال: "اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما" (٥).

وتقدم حديث عائشة أن رسول الله كان يقرأ بهن، وينفث في كفيه، ويمسح بهما رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده.

وقال الإمام مالك: عن ابن شهاب، عن عُرْوَة، عن عائشة: أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده عليه، رجاء بركتها (٦).

ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ومسلم؛ عن يحيى بن يحيى، وأبو داود، عن القعنبي، والنسائي عن قتيبة -ومن حديث ابن القاسم، وعيسى بن يونس- وابن ماجه من حديث معن وبشر بن عُمَر، ثمانيتهم عن مالك، به (٧).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصحح سنده محققوه. (المسند ٣٣/ ٤٠٦ ح ٢٠٢٨٤).
(٢) السنن الكبرى، الاستعاذة (ح ٧٨٥٩) وسنده صحيح كسابقه.
(٣) زيادة من (ح) و (حم).
(٤) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (المصدر السابق ح ٧٨٤٥) وتقدمت شواهده الصحيحة.
(٥) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (المصدر السابق ح ٧٨٥٤). وقال الألباني: حسن صحيح. (صحيح سنن النسائي ح ٥٠٢٩).
(٦) أخرجه مالك بسنده ومتنه. (الموطأ، العين، باب التعوذ والرقية في المرض ٢/ ٩٤٢ ح ١٠).
(٧) صحيح البخاري، فضائل القرآن، باب فضل المعوذات (ح ٥٠١٦)؛ وصحيح مسلم، السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث (ح ٥١٩٢/ ٥١)؛ وسنن أبو داود، الطب، باب كيف الرقي (ح ٣٩٠٢)؛ والسنن الكبرى، عمل اليوم والليلة (ح ٧٥٤٩)؛ وسنن ابن ماجه، الطب، باب النفث في الرقية (ح ٣٥٢٩).