للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الإنتاج كان من أوائل المؤلفات في هذه العلوم في القرن الثاني الهجري، وقد ساعد على فهم القرآن وتيسير التفسير، إذ كانت التفاسير في هذه الفترة تتكون من قطع وأجزاء وصحف ونسخ تتفاوت أحجامها ما بين الصغير والوسط، إذ لم تبلغ الموسوعات والجوامع التي ظهرت في القرن الثالث الهجري.

ومن خلال الاطلاع على الموجود من هذه التفاسير نجدها تنقسم إلى قسمين:

• قسم يعتمد على النقل للأثر وأغلب التفاسير من هذا النوع.

• والقسم الآخر يقتصر على اللغة العربية فقط وهو قليل كصنيع معمر بن المثنى في (مجاز القرآن) الذي اقتصر على البيان اللغوي معتمدًا على دواوين الشعراء المتقدمين.

وقد تعرض مسلك أبي عبيدة لكثير من النقد فأثار الفراء إذ قال: لو حُملَ إلى أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب "المجاز" (١)، ولكن الثروة الشعرية وضروب البلاغة التي تضمنها هذا الكتاب، تعطيه قيمة علمية لغوية وبلاغية وخصوصًا أن أبا عبيدة هو أول من فتح أبواب البلاغة في التفسير على الإطلاق، فله قصب السبق، فقد ذكر أنواعًا من علم المعاني كالاستفهام، والتقرير، والتنبيه، والنهي، والتحذير، والإنكار، والتسوية، والتحقيق، والتوعد، والأمر، والتهديد، والتمني، والإشارة إلى القريب بلفظ البعيد، والتقديم والتأخير، والقلب والتغليب، والالتفات، والحذف، والزيادة، والتوكيد.

كما ذكر أنواعًا من علم البيان كالتشبيه، والتمثيل، والاستعارة التصريحية، والاستعارة في الحرف، والاستعارة المكنية، وإجراء لفظ من يعقل على الجماد وما لا يعقل، والمجاز، والمرسل، والكناية، كما ذكر من علم البديع: المشاكلة (٢).

وكذلك كتاب "معاني القرآن" (٣) للأخفش (ت ٢١٥ هـ) صنّفه في فترة حياة الإمام الكسائي (ت ١٨٩ هـ) وقد تناول جملةً من ضروب البلاغة، فمن علم المعاني ذكر الاستفهام والمعاني المجازية التي يخرج إليها ومن تلك المعاني: التقرير، والسؤال بمعنى الطلب، والخبر، والإنكار والتوبيخ، والتعظيم والتهويل، ومن علم المعاني أيضًا: التقديم والتأخير، والقلب، والالتفات، والإظهار في مقام الإضمار، والفصل والوصل، وإيجاز الحذف، والإطناب.

وتناول ضروبًا من علم البيان كالتشبيه والمثل والاستعارة التصريحية والمجاز المرسل والكناية.

كما تناول ضربًا في علم البديع وهو المشاكلة (٤).


(١) "معجم الأدباء" (٧/ ١١٧).
(٢) وقد استخرج جميع هذه الأنواع فضيلة الدكتور أحمد عبد الواحد في كتابه القيم "الدراسات البيانية في المصنفات الأُول فى معانى القرآن" (ص ٣٢ - ١٢٦).
(٣) مطبوع.
(٤) ينظر: "الدراسات البيانية في المصنفات الأولى في معاني القرآن" (ص ١٣٥ - ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>