للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: يا إخوان القردة والخنازير، ويا عبدة الطاغوت فقالوا: من أخبر بهذا الأمر محمدًا؟ ما خرج هذا (الأمر) (١) إلا منكم؛ ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ بما حكم الله للفتح؛ ليكون لهم حجةً عليكم.

قال ابن جريج، عن مجاهد: هذا حين أرسل إليهم عليًا، فآذوا محمدًا (٢).

وقال السدي (٣): ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ من العذاب ﴿لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ هؤلاء ناس من اليهود آمنوا، ثم نافقوا؛ فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عذبوا به؛ فقال بعضهم لبعض: ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ من العذاب، ليقولوا: نحن أحب إلى الله منكم، وأكرم على الله منكم.

وقال عطاء الخراساني (٤): ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ يعني: بما قضى لكم وعليكم.

وقال الحسن البصري (٥): هؤلاء اليهود كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قال بعضهم: لا تحدثوا أصحاب محمد بما فتح الله عليكم، مما في كتابكم ليحاجوكم به عند ربكم فيخصموكم.

وقوله (تعالى) (٦): ﴿أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٧)﴾ قال أبو العالية (٧): يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد ، وتكذيبهم به، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم؛ وكذا قال قتادة (٨).

وقال الحسن (٩): ﴿أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ﴾ قال: كان ما أسروا أنهم كانوا إذا تولوا عن أصحاب محمد ، وخلا بعضهم إلى بعض، (تناهوا) (١٠) أن (يخبر أحد) (١١) منهم أصحاب محمد بما فتح الله عليهم مما في كتابهم خشية أن يحاجهم أصحاب محمد بما في كتابهم عند ربهم ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ يعني: حين قالوا لأصحاب محمد : آمنا.

وكذا قال أبو العالية (١٢)، والربيع (١٣)، وقتادة (١٤).


(١) في (ز) و (ن): "القول" ولا توجد هذه الكلمة في "تفسير الطبري".
(٢) [أخرجه الطبري وسنده ضعيف لأن ابن جريج لم يسمع من مجاهد].
(٣) أخرجه ابن جرير (١٣٤٨)؛ وابن أبي حاتم (٧٨٨) وسنده حسن.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٧٨٩) وسنده ضعيف.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٧٩٠) وسنده ضعيف.
(٦) من (ن).
(٧) أخرجه ابن جرير (١٣٥١)؛ وابن أبي حاتم (٧٩١). [وسنده جيد].
(٨) أخرجه ابن جرير (١٣٥٠). [وسنده جيد].
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٧٩٢). [وسنده مرسل ويتقوى بما يليه].
(١٠) ساقط من (ج).
(١١) كذا في (ز) و (ع) و (ن) و (ى) وهو الموافق لما في "تفسير ابن أبي حاتم"؛ وفي (ج) و (ض): "يخبر واحد"؛ وفي (ك) و (ل): "تخبروا أحدًا".
(١٢) أخرجه ابن جرير (١٣٥١)؛ وابن أبي حاتم (٧٩٣). [وسنده جيد].
(١٣) [وهو مرسل ويتقوى بسابقه ولاحقه].
وكتب في هامش (ع) عند هذا الموضع: "بلغ مقابلة بقراءة المصنف معارضًا بأصله، فسح الله في مدته".
(١٤) [أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة لكنه مرسل ويشهد له ما سبق].