للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في "تفسيره" بسنده عن (مغيث) (١)، عن مولاه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعًا. وهذا لا يثبت من هذا الوجه.

ثم رواه من طريقين آخرين (٢): عن جابر، عن أبي الطفيل: عن علي () (٣)؛ قال: قال رسول الله : "لعن الله الزهرة؛ فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت".

وهذا أيضًا لا يصح. وهو منكر جدًّا. والله أعلم.

وقال ابن جرير (٤): حدثني المثنى بن إبراهيم؛ حدثنا الحجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن علي بن زيد؛ عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، وابن عباس - أنهما قالا جميعًا: لما كثر بنو آدم وعصوا دعت الملائكة عليهم (والأرض) (٥) والجبال: ربنا (لا تمهلهم) (٦)؛ فأوحى الله إلى الملائكة: إني (أزلت) (٧) الشهوة والشيطان من قلوبكم، [وأنزلت الشهوة والشيطان في قلوبهم] (٨)، ولو نزلتم لفعلتم أيضًا.

قال: فحدثوا أنفسهم أن لو ابتلوا اعتصموا؛ فأوحى الله إليهم أن اختاروا ملكين من أفضلكم؛ فاختاروا هاروت وماروت؛ فأهبطا إلى الأرض، وأنزلت الزهرة إليهما في صورة امرأة من أهل فارس يسمونها "بيذخت"؛ قال: فوقعا بالخطيئة، فكانت الملائكة يستغفرون للذين آمنوا ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر: ٧] فلما وقعا بالخطيئة استغفروا لمن في الأرض ﴿أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الشورى: ٥] فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختاروا عذاب الدنيا.

وقال ابن أبي حاتم (٩): حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا


(١) كذا في جميع "الأصول" وهو وجه في اسمه، وذكره الذهبي في "الميزان" (٤/ ١٥٨) كذلك وقال: "ضعفه الساجي" ثم قال: "إنما هو معتب، قيده الدارقطني وعبد الغني بالمهملة ثم المثناة المثقلة، ثم الموحدة" وذكره الذهبي قبل ذلك (٤/ ١٤٢) فقال: "معتب عن مولاه جعفر الصادق. قال أبو الفتح الأزدي: كذاب. وقيل اسمه: مغيث، وله حديث باطل". اهـ. وأظنه يشير إلى هذا.
(٢) أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة" (٦٥٤) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عيسى بن يونس، عن أخيه إسرائيل، عن جابر، عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب قال: لعن رسول الله الزهرة، فإنها فتنت الملكين. وهذا سند ضعيف جدًّا. وجابر الجعفي أحد الهلكي، وصاحب رأي مذموم.
(٣) من (ن).
(٤) في "تفسيره" (١٦٨٢).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (٢٢١) من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز قال: حدثنا حماد بن سلمة بسنده سواء. وفي إسناده ضعف. لأجل علي بن زيد بن جدعان، وأكاد أميل إلى تحسين رواية حماد بن سلمة خاصة عن علي بن زيد، فهي أمثل من رواية غيره عن ابن جدعان كما صرح بذلك أبو حاتم الرازي. والله أعلم.
(٥) في "ابن جرير": "الأرض والسماء".
(٦) كذا في (ك) و (ل) و (ن) و (ى)؛ وفي (ج) و (ع): "تهملهم" وكتب في الحاشية: "لعله: تمهلهم". ووقع في (ز) و (ض) و"الطبري": "لا تهلكهم" وأشار ناسخ (ى) في الحاشية أنه وقع في نسخة: "لا تهلكهم".
(٧) كذا في (ز) و (ن)؛ ووقع في (ج) و (ض) و (ع) و (ك) و (ل) و (ى): "أنزلت".
(٨) من (ن).
(٩) في "تفسيره" رقم (١٠١٤). [قال الحافظ ابن كثير: إسناد جيد. اهـ. لكنه من الإسرائيليات التي نقلها=