للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

و (السام) (١): هو الموت؛ (ولهذا) (٢) أمرنا أن نرد عليهم بـ"وعليكم". (وأنه) (٣) يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا.

والغرض أن اللّه تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولًا وفعلًا؛ فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٠٤)﴾.

وقال الإمام (٤) أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر ؛ قال: قال رسول الله : "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، (وجعل) (٥) الذلة والصغار على من خالف أمري. ومن تشبه بقوم فهو منهم".

[وروى أبو داود (٦) عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به: "من تشبه بقوم فهو منهم"] (٧)؛ ففيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد، والوعيد على التشبه بالكفار


= السنة" (١٢/ ٢٦٩، ٢٧٠). ويحيى بن سعيد القطان عند البخاري (١٢/ ٢٨٠)؛ وأحمد (٤٦٩٩)؛ وخالد بن مخلد القطواني عند الدارمي (٢/ ١٨٨، ١٨٩)؛ وابن وهب عند البيهقي (٩/ ٢٠٣). ورواه آخرون عن مالك فقالوا: "وعليك" بزيادة الواو وبالإفراد، منهم عبد الله بن يوسف التنيسي عند البخاري (١١/ ٤٢).
(١) ساقط من (ج).
(٢) في (ل): "ولقد".
(٣) في (ن): "وإنما".
(٤) في "مسنده" (٥١١٥، ٥٦٦٧).
وأخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٣٩٣)؛ والبيهقي في "الشعب" (١١٩٩)؛ والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٧٦٦)؛ والذهبي في "السير" (١٥/ ٥٠٩) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم بسنده سواء.
وأخرجه أبو داود (٤٠٣١) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو النضر به مقتصرًا على الفقرة الأخيرة منه. قال الذهبي: "إسناده صالح".
وأخرجه البخاري (٦/ ٩٨) معلقًا ببعضه ووصله أحمد (٥١١٤) قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطى. وصحح إسناده الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (١/ ٢٦٩)، وجوده شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاقتضاء" (ص ٨٢) وقال الزركشي في "التذكرة" (ص ١٠٢)؛ والسخاوي في "المفاصد" (ص ٤٠٧): "في سنده ضعف" ولم يحكم عليه الحافظ، فقال في "الفتح" (٦/ ٩٨): "في الإسناد: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف في توثيقه". وسلك نفس طريقته قبله الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٢٦٧) وقال المنذري في "مختصر السنن" (٦/ ٢٥)؛ والزيلعي في "نصب الراية" (٤/ ٣٤٧): "ابن ثوبان ضعيف"، ولم يتفرد به ابن ثوبان، فتابعه الأوزاعي، فرواه عن حسان بن عطية بسنده سواء.
أخرجه الطحاوي في "المشكل" (١/ ٨٨) قال: حدثنا أبو أمية، ثنا محمد بن وهب بن عطية، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي به والوليد بن مسلم كان يدلس التسوية، فالمتابع لابن ثوبان في الحقيقة هو الذي أسقطه الوليد بن مسلم، فربما كان كذابًا أو متروكًا ومع وجود هذه العلة المؤثرة، فقد خولف الوليد بن مسلم في إسناده، خالفه عبد الله بن المبارك. فرواه في "كتاب الجهاد" (١٠٥)، ومن طريقه القضاعي في "الشهاب" (٣٩٠) عن الأوزاعي قال: حدثنا سعيد بن جبلة، قال: حدثنا طاوس اليماني أن رسول الله قال: فذكره مرسلًا. وتابعه عيسى بن يونس عن الأوزاعي بسنده سواء مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥/ ٣٢٢)؛ وعيسى وابن المبارك أثبت من الوليد بن مسلم، فالصواب في رواية الأوزاعي الإرسال، وحسن الحافظ في "الفتح" (٦/ ٩٨) إسناد هذا المرسل.
(٥) كذا في (ج) و (ض) و (ع) و (ك) و (ل) و (ى). ووقع في (ز) و (ن): "جعلت".
(٦) رقم (٤٠٣١).
(٧) ساقط من (ج).