للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (٩٥) [مريم] وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)[الإخلاص].

(فقرر) (١) تعالى في هذه الآيات الكريمة أنه السيد العظيم الذي لا نظير له ولا شبيه له، وأن جميع الأشياء غيره مخلوقة له مربوبة، فكيف يكون له منها ولد؟

ولهذا قال البخاري (٢) في تفسير هذه الآية من البقرة: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي الحسين، حدثنا نافع بن جبير - هو ابن مطعم - عن ابن عباس، عن النبي ؛ قال: "قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك؛ فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان. وأما شتمه إياي فقوله: إن لي ولدًا (فسبحاني) (٣) أن اتخذ صاحبةً أو ولدًا".

انفرد به البخاري من هذا الوجه.

وقال ابن مردويه (٤): حدثنا أحمد بن كامل، حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، حدثنا (إسحاق) (٥) بن محمد الفروي، حدثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم (ولم ينبغ) (٦) له أن يكذبني، وشتمني (ولم ينبغ) (٦) له أن يشتمني، (أما) (٧) تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ (من إعادته) (٨). وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا. وأنا الله الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد".

وفي "الصحيحين" (٩) عن رسول الله أنه قال: "لا أحد أصبر على أذىً سمعه من الله؛ إنهم يجعلون له ولدًا، وهو يرزقهم ويعافيهم".

وقوله (تعالى) (١٠): ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ قال ابن أبي حاتم (١١): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أسباط، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عباس؛ قال: (قانتين) مصلين.


(١) في (ك): "يقرر".
(٢) في "كتاب التفسير" (٨/ ١٦٨ - فتح) وفي سياق المصنف هنا تغيير يسير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (ج ١٠/ رقم ١٠٧٥١) قال: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو اليمان بسنده سواء.
(٣) كذا في (ز) و (ن) وهو الموافق لما في "صحيح البخاري"؛ وفي (ج) و (ض) و (ك) و (ل) و (ى): "سبحاني".
(٤) أخرجه البخاري في "كتاب التفسير" (٨/ ٧٣٩).
(٥) في (ن): "محمد بن إسحاق"!
(٦) كذا في (ج) و (ض) و (ك) و (ى)؛ وفي (ن): "ما ينبغي" في الموضعين؛ وفي (ز) و (ل): "ولم ينبغي" بإثبات الياء في الموضع الأول.
(٧) في (ن): "فأما".
(٨) في (ك): "بإعادته".
(٩) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٠/ ٥١١).
(١٠) من (ج) و (ض) و (ك) و (ل) و (ن) و (ى).
(١١) في "تفسيره" (١١٣٨) وفي إسناده عطية العوفي وهو ضعيف.