للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما علموا من القرآن والسنة عياذًا باللّه من ذلك؛ فإن الخطاب مع الرسول (والأمة مرادة) (١).

[وقد استدل كثير من الفقهاء بقوله: ﴿تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ حيث أفرد الملة، على أن الكفر كله ملة واحدة؛ كقوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)[الكافرون: ٦] فعلى هذا لا يتوارث المسلمون والكفار، وكل منهم يرث قرينه سواء كان من أهل دينه أم لا؟ لأنهم كلهم ملة واحدة.

وهذا مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد في رواية عنه.

وقال في الرواية الأخرى كقول مالك: إنه لا يتوارث أهل ملتين شتى؛ كما جاء في الحديث (٢). واللّه أعلم] (٣).

وقوله: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ قال عبد الرزاق (٤)، عن معمر، عن قتادة: هم اليهود والنصارى؛ وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٥)، واختاره ابن جرير (٦).

وقال سعيد (٧)، عن قتادة: هم أصحاب رسول اللّه .

وقال ابن أبي حاتم (٨): حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى، وعبد الله بن عمران الأصبهاني؛ قالا: حَدَّثَنَا يحيى بن يمان، حَدَّثَنَا أسامة بن زيد، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ [البقرة: ١٢١] قال: إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار.

وقال أبو العالية (٩): قال ابن مسعود: "والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئًا على غير تأويله".

وكذا رواه عبد الرزاق (١٠)، عن معمر، عن قتادة ومنصور بن المعتمر، عن ابن مسعود.


(١) كذا في سائر "الأصول"؛ وفي (ز) و (ن): "والأمر لأمته".
(٢) حديث صحيح.
(٣) ساقط من (ز) و (ض) و (ع) و (ى). وجاءت هذه الفقرة في (ك) متأخرة.
أخرجه أبو داود (٢٩١١)؛ وابن ماجة (٢٧٣١)؛ وأحمد (٢/ ١٧٨، ١٩٥)؛ وسعيد بن منصور (١٣٧)؛ والدارقطني (٤/ ٧٢، ٧٣)؛ وابن الجارود في "المنتقى" (٩٦٧)؛ والبغوي في "شرح السنة" (٨/ ٣٦٤، ٣٦٥) من طرق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا.
(٤) ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم (١١٦٣).
(٥) أخرجه ابن جرير (١٨٧٩).
(٦) في "تفسيره" (٢/ ٥٦٥).
(٧) أخرجه ابن جرير (١٨٧٨)؛ وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (٣٨٨) وسنده صحيح.
(٨) في "تفسيره" (١١٦٧) وسنده ضعيف ويحيى بن يمان وأسامة بن زيد متكلم في حفظهما ثم هو منقطع وزيد بن أسلم لم يدرك عمر بن الخطاب .
(٩) أخرجه ابن جرير (١٨٨٦) قال: حدثت عن عمار، ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: قال ابن مسعود فذكره وسنده ضعيف.
(١٠) في "تفسيره" (١/ ٥٦، ٥٧) ومن طريقه ابن جرير (١٨٨٧) وسنده ضعيف لانقطاعه.