للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزعم أبو مسعود الدمشقي (١) أنه عبد الله بن رجاء.

وقد رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية من "البقرة"، عن أحمد بن الحسن بن أيوب، عن محمد بن أحمد بن البراء، عن المعافى بن سليمان، عن فليح، به.

وزاد (٢) قال عطاء: ثم لقيت كعب الأحبار، فسألته فما اختلفا في حرف إلا أن كعبًا قال بلغته: أعينًا عمومي، وآذانًا صمومي، وقلوبًا غلوفًا.

﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١٢٠) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٢١)﴾.

قال ابن جرير (٣): (يعني) (٤) بقوله جل ثناؤه: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدًا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق.

وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾ أي: قل يا محمد: إن هدى الله الذي بعثني به هو الهدى؛ يعني: هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل.

قال قتادة (٥) في قوله: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾ قال: خصومة علمها الله محمدًا وأصحابه، يخاصمون بها أهل الضلالة؛ قال قتادة: وبلغنا أن رسول الله كان يقول: "لا تزال طائفة من أمتي (يقتتلون) (٦) على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".

قلت: هذا الحديث مخرج في (الصحيح) (٧) عن عبد الله بن (٨) عمرو.

﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ فيه تهديد ووعيد


(١) ووافقه على ذلك البيهقي في "الدلائل" (١/ ٣٧٥) فأخرج الحديث من طريق عبد الله بن رجاء ثنا عبد العزيز. ثم قال: "رواه البخاري في "الصحيح" عن عبد الله غير منسوب عن عبد العزيز بن أبي سلمة. قيل: هو ابن رجاء، وقيل: هو ابن صالح، والأشبه أن يكون ابن رجاء. والله أعلم". انتهى وكأن البدر العيني يذهب إلى ذلك فقال في "عمدة القارى" (١١/ ٢٤٣، ٢٤٤): "وقال أبو مسعود الدمشقي: هو عبد الله بن محمد بن رجاء. وقال الجياني: هو عبد الله بن صالح كاتب الليث، والحاكم قطع على أن البخاري لم يخرج في "صحيحه" عن عبد الله بن صالح كاتب الليث". انتهى.
(٢) هذا التخريج من المصنف يوهم أن هذه الزيادة لم تقع إلا عند ابن مردويه من رواية المعافى بن سليمان عن فليح، وليس كذلك بل ذكرها من خرجوا الحديث ممن ذكرناهم وفيهم الإمام أحمد الذي ذكر المصنف روايته، ولكن البخاري لم يخرجها.
(٣) في "تفسيره" (٢/ ٥٦٢) وسياقه أطول.
(٤) ساقط من (ج) و (ل) وعندهما: "في قوله".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (١١٦٠) وسنده ضعيف معضل أو مرسل.
(٦) كذا في سائر "الأصول"، وكذلك هو في "تفسير ابن أبي حاتم". ووقع في (ن): "يقاتلون".
(٧) في (ج) و (ل): "الصحيحين" وهو خطأ فالحديث من مفاريد مسلم.
(٨) أخرجه مسلم (١٩٢٤/ ١٧٦).