للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ الآية [الأعراف: ١٥٧] وقال تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨)[الإسراء] أي: إن كان ما وعدنا به من شأن محمد لواقعًا. وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤)[القصص] وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠)[آل عمران: ٢٠] ولهذا قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾ [هود: ١٧].

وفي "الصحيح" (١): "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار".

﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (١٢٢) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣)﴾.

قد تقدم نظير هذه (الآية) (٢) في صدر السورة، وكررت ها هنا للتأكيد والحث على اتباع الرسول () (٣) النَّبِيّ الأمي الذي يجدون صفته في كتبهم، ونعته واسمه، وأمره وأمته؛ (فحذرهم) (٤) من كتمان هذا، وكتمان ما أنعم به عليهم، وأمرهم أن يذكروا نعمة الله عليهم من النعم الدنيوية والدينية، ولا يحسدوا بني عمهم من العرب على ما رزقهم الله من إرسال الرسول الخاتم منهم، ولا يحملهم ذلك الحسد على مخالفته وتكذيبه (والحيدة) (٥) عن موافقته، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين (٦).


(١) أخرجه مسلم (١٥٣/ ٢٤٠).
(٢) ساقط من (ج).
(٣) من (*) و (ل).
(٤) في (ز) و (ض): "يحذرهم".
(٥) في (ن): "الحيد".
(٦) في (ع): "تم المجلد الأول من "كتاب التفسير" تأليف الشيخ الإمام الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي نفع الله به، ويتلوه في الثاني بإذن الله تعالى قوله ﷿: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ [البقرة: ١٢٤] والحمد للّه رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
(*) قلت: وبهذا الجزء ينتهي ما عندي من هذه النسخة، واللّه نسأل أن نظفر بباقيها.
وفي النسخة (ى) ما يأتي: "قوبل على نسخة المصنف . آخر المجلد الأول من "كتاب التفسير" تأليف الشيخ الإمام الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي نفع الله به، ويتلوه في الثاني إن شاء الله قوله ﷿: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد، وآله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. كتبه العبد الحقير عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد التميمي … بيده في العشر الأول من محرم سنة أربع وثمانمائة هجرية، ووفق على أولاده المستفيدين إن شاء الله وله نفسه ثم إياهم حامدًا مصليًا مسلمًا".