للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آدم () (١)، رواه عبد الرزاق (٢)، عن ابن جريج، عن عطاء وسعيد بن المسيب وغيرهم: أن آدم بناه من خمسة أجبل: من حراء، وطور سيناء، وطور زيتا، وجبل لبنان، والجودى، وهذا غريب أيضًا. وروى نحوه عن ابن عباس وكعب الأحبار وقتادة، وعن وهب بن منبه: أن أول من بناه شيث ، وغالب من يذكر هذا إنما يأخذه من كتب أهل الكتاب، وهي مما لا يصدق ولا يكذب ولا يعتمد عليها بمجردها، وأما إذا صح حديث في ذلك فعلى الرأس والعين] (٣).

[وقال فخر الدين الرازي (٤): الأكثرون من أهل الأخبار على أن البيت كان موجودًا قبل إبراهيم على ما روينا فيه من الأحاديث، واحتجوا بقوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ فدلَّ على وجود القواعد قبل ذلك، وفيما قاله نظر، فإنه لم يرد شيء من الأحاديث المرفوعة تدل على ما ذكره، وفي الاستدلال على ما ذكره من الآية نظر، إذ لا يلزم وجود القواعد قبل ذلك. والله أعلم] (٥).

وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾.

قال الإمام أبو جعفر بن جرير (٦): حَدَّثَنَا ابن بشار قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله : "إن إبراهيم حرم بيت الله وأمنه، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها، فلا يصاد صيدها ولا يقطع عضاهها".

وهكذا رواه النسائي، عن محمد بن بشار، عن بندار، به.

وأخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، كلاهما عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري.

وقال ابن جرير (٧) - أيضًا -: حَدَّثَنَا أبو كريب وأبو السائب قالا: حَدَّثَنَا ابن إدريس. وحدثنا أبو كريب، حَدَّثَنَا عبد الرحيم الرازي، قالا جميعًا: سمعنا أشعث، عن نافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "إن إبراهيم كان عبد الله وخليله، وإني عبد الله ورسوله. وإن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها، عضاهها وصيدها، لا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يقطع منها شجرة إلا لعلف بعير".


(١) من (ن). وسقط من (ج) و (ل).
(٢) أخرجه ابن جرير (٢٠٣٧) وصحح ابن كثير إسناده واستغربه كما يأتي قريبًا.
(٣) ساقط من (ز) و (ض) و (ى).
(٤) في "تفسيره" (٢/ ٦٢).
(٥) من (ج) و (ل).
(٦) في "تفسيره" (٢٠٢٩)؛ وأخرجه مسلم (١٣٦٢/ ٤٥٨).
(٧) في "تفسيره" (٢٠٣٠).
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٦٥) قال: حَدَّثَنَا ابن ذريح، هو محمد بن صالح، ثنا مسروق بن المرزبان، ثنا ابن أبي زائدة، ثنا أشعث بن سوار بسنده سواء. قال ابن عدي: "وهذا الحديث يرويه ابن أبي الزناد، عن الأشعث". وهذا الحديث أورده ابن عدي فيما استنكر على أشعث بن سوار.