للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثير (١)، وعطية العوفي (٢)، والربيع بن أنس (٣)، والسدي (٤)، نحو ذلك.

وانتصاب ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ إما على الإغراء؛ كقوله: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠] أي: الزموا ذلك عليكموه. وقال بعضهم: بدل من قوله: ﴿مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ [البقرة: ١٣٠] وقال سيبويه: هو مصدر مؤكد انتصب عن قوله: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ [البقرة: ٨] كقوله: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [النساء: ٣٦].

وقد (ورد) (٥) في حديث رواه ابن أبي حاتم (٦) وابن مردويه، من رواية أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن نبي الله () (٧) قال: "إن بني إسرائيل قالوا: يا موسى، هل يصبغ ربك؟ فقال: اتقوا الله. فناداه ربه: يا موسى، سألوك هل يصبُغ ربك؟ فقال: نعم، أنا أصبُغ الألوان: الأحمر والأبيض والأسود، والألوان كلها من صبغي". وأنزل الله على نبيه : ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً﴾.

كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعًا، وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوف، وهو أشبه، إن صح إسناده، (٨) [ أعلم] (٤).

﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤١)﴾.

يقول الله تعالى مرشدًا نبيه (صلوات الله وسلامه عليه) (٩) إلى درء مجادلة المشركين: ﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ﴾ أي: أتناظروننا في توحيد الله والإخلاص له والانقياد، واتباع أوامره وترك


(١) أخرجه ابن جرير (٢١٢٨)؛ والدينوري في "المجالسة" (١٤٦٥) من طريق حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج قال: قال لي عبد الله بن كثير: "صبغة الله" قال: دين الله ومن أحسن من الله دينًا، قال: هي فطرة الإسلام. وسنده صحيح.
(٢) أخرجه ابن جرير (٢١٢١) وسنده جيد.
(٣) أخرجه ابن جرير (٢١١٧). [وسنده جيد].
(٤) أخرجه ابن جرير (٢١٢٢). [وسنده حسن].
(٥) في (ل): "روى".
(٦) أما الحديث المرفوع: فأخرجه ابن مردويه، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (١٠/ ١١٠، ١١١) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن الفضل بن موسى، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي، ثنا أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا. ومحمد بن الفضل بن موسى هو القسطاني ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٤/ ١/ ٦٠) وقال: "هو صدوق". وقد خالفه أحمد بن القاسم بن عطية، فرواه عن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي بهذا الإسناد موقوفًا.
أخرجه ابن أبي حاتم (١٣٢٣)، وعنه أبو الشيخ في "كتاب العظمة" (٢/ ٤٥٢، ٤٥٣/ ١٣٨) وسياق أبي الشيخ مطول؛ وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٠٢) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا زياد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله قال: أيصبغ ربك؟ قال: "نعم صبغًا لا ينقض، أحمر، وأصفر، وأبيض". وهذا سند ضعيف ورفعه منكر. وزياد هو البكائي كان رديء الحفظ، وعطاء هو ابن السائب؛ كان اختلط.
(٧) من (ج) و (ك) و (ل) و (ن) و (ى).
(٨) ساقط من (ك).
(٩) من (ل).