للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا أبو الطاهر، أنا ابن وهب، أخبرني ابنُ أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذٍ فرق (١) أبو بكر أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.

منقطع حسن.

ولهذا قال زيد بن ثابت: ووجدت آخر سورة التوبة -يعني قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ … ﴾ إلى آخر الآيتين [التوبة: ١٢٨، ١٢٩] مع أبي خزيمة الأنصاري (٢). وفي روايةٍ مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره، فكتبوها عنه؛ لأنه جعل رسول الله شهادته بشهادتين في قصة الفرس الذي ابتاعها رسول الله من الأعرابي، فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله ، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي.

والحديث رواه "أهل السنن" (٣) وهو مشهورٌ.


(١) يعني: خاف.
(٢) قال: الحافظ في "الفتح" (٩/ ١٥)، قوله: (وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري) وقع في رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن سعد "مع خزيمة بن ثابت" أخرجه أحمد والترمذي. ووقع في رواية شعيب، عن الزهري كما تقدم في سورة التوبة "مع خزيمة الأنصاري" وقد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" من طريق أبي اليمان، عن شعيب فقال فيه: "خزيمة بن ثابت الأنصاري" وكذا أخرجه ابن أبي داود من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، وقول من قال عن إبراهيم بن سعد "مع أبي خزيمة" أصح، وقد تقدم البحث فيه في تفسير سورة التوبة وأن الذي وجد معه آخر سورة التوبة غير الذي وجد معه الآية التي في الأحزاب، فالأول اختلف الرواة فيه على الزهري، فمن قائل: "مع خزيمة" ومن قائل: "مع أبي خزيمة" ومن شاك فيه يقول: "خزيمة أو أبي خزيمة" والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة.
(٣) كذا! ولم يروه منهم إلا أبو داود (٣٦٠٧)؛ والنسائي (٧/ ٣٠١، ٣٠٢) من طريق الزهري، عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي :
"أن النبي ابتاع فرسًا من أعرابي فاستتبعه النبي ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله المشي، وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النبي ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله ، فقال: إن كنت مبتاعًا هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي حين سمع نداء الأعرابي، فقال: أو ليس قد ابتعته منك؟ فقال الأعرابي: لا والله ما بعتكه، فقال النبي : بلى قد ابتعته منك، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا، فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد ابتعته، فأقبل النبي على خزيمة فقال: بم تشهد؟ فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل رسول الله شهادة وزاد أحمد وغيره: خزيمة بشهادة رجلين".
"فطفق الناس يلوذون بالنبي والأعرابي، وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا يشهد أني بايعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك! النبي لم يكن ليقول إلا حقًا، حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي ، ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا، يشهد أني بايعتك" وأخرجه من هذا الوجه: أحمد (٥/ ٢١٥، ٢١٦)؛ وابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٣٧٨، ٣٧٩)، ومحمد بن يحيى الذهلي في "جزئه"، كما في "الفتح" (٨/ ٥١٨)؛ وابن أبي عمر في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (٤/ ٩٣)؛ وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٠٨٥)، وعنه أبو الشيخ في "الأخلاق" (٤٥، ٤٦)؛ والطحاوي في "الشرح" (٤/ ١٢٦)؛ والحاكم (٢/ ١٧)؛ والبيهقي (٧/ ٦٦ و ١٠/ ١٤٥، ١٤٦)؛ =