للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلاة الوسطى صلاة العصر" الحديث (١).

فهذه نصوص في المسألة لا تحتمل شيئًا، ويؤكد ذلك الأمر بالمحافظة عليها، وقوله في الحديث الصحيح من رواية الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله قال: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر (٢) أهله وماله" (٣).

وفي الصحيح أيضًا من حديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي كثير، عن أبي المهاجر، عن بُريدة بن الحصيب، عن النبي ، قال: "بكِّروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله" (٤).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم، عن أبي نصرة الغفاري، قال: صلى بنا رسول الله في واد من أوديتهم، يقال له: المخمصَّ، صلاة العصر، فقال: "إن هذه الصلاة عرضت على الذين من قبلكم فضيعوها، ألا ومن صلاها ضعف له أجره مرتين، ألا ولا صلاة بعدها حتى تروا الشاهد" ثم قال: رواه عن يحيى بن إسحاق، عن الليث، عن جبير بن نعيم، عن عبد الله بن هبيرة به، وهكذا رواه مسلم والنسائي جميعًا عن قتيبة، عن الليث، ورواه مسلم أيضًا من حديث محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب كلاهما، عن جبير بن نعيم الحضرمي، عن عبد الله بن هبيرة السبائي به (٥)، فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد أيضًا حدثنا إسحاق، أخبرني مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولَى عائشة، قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفًا، قالت: إذا بلغت هذه الآية ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ فآذني، فلما بلغتها آذنتها، فأملت عليّ: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) قالت: سمعتها من رسول الله (٦)، وهكذا رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك به (٧).

وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا الحجاج، حدثنا حماد عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان في المصحف عائشة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر) (٨)، وهكذا رواه من طريق الحسن البصري أن رسول الله قرأها كذلك. وقد روى الإمام مالك أيضًا عن زيد بن أسم، عن عمرو بن رافع، قال: كنت أكتب مصحفًا لحفصة زوج النبي ، فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ فلما بلغتها آذنتها،


(١) صحيح مسلم، المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (ح ٦٢٨).
(٢) أي نُقِص يقال وترته إذا نقصته (النهاية ٥/ ١٤٨).
(٣) المصدر السابق (ح ٦٢٦).
(٤) أخرجه البخاري من طريق هشام عن يحيى بن أبي كثير به (الصحيح، مواقيت الصلاة، باب من ترك صلاة العصر ح ٥٥٣).
(٥) المسند ٦/ ٣٩٦ - ٣٩٧)، وصحيح مسلم، صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها (ح ٨٣٠)، وفيه بيان: الشاهد. فقال: "والشاهد: النجم".
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٧٣) وسنده صحيح.
(٧) صحيح مسلم، المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (ح ٦٢٩).
(٨) أخرجه الطبري بسنده ومتنه.