للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (١) لكن النصارى كغيرهم من أهل الزيغ يتبعون ما تشابه من القرآن ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله، ومن رأى اتباع المتشابهات من النصارى وغيرهم في نصوص الكتاب والسنة تبين له العجب العجاب، وأنه حبما علينا وجوبًا مؤكدًا طلب العلم لدفع شبهات هؤلاء، لأن هؤلاء انتشروا بيننا الآن وكثروا في هذه البلاد التي قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب" (٢) هؤلاء يبثون في الناس سمومهم، وهم الآن كما سمعنا يوصلون نشرات تدعوا إلى النصرانية، ويرسلون أشرطة تدعوا إلى النصرانية، لأنهم بدأوا يعرفون المحلات، ويعرفون العناوين ثم يرسلون إليها، وعندنا من هذا عدد، يؤتى إلينا بنشرات وأشرطة مسجلة تدعوا إلى النصرانية، هذه إذا وقعت في أيدي أناس لا يعرفون جهلاء، على الأقل تركن نفوسهم، وإن كنت أستبعد جدًّا أن يتنصر أحد من المسلمين، لأن دين النصارى الذي هم عليه الآن كله ضلال، لكن لا شك أنَّه يوقع الشبهة والخلود والاطمئنان إلى هؤلاء، لذلك أنا أرى أنَّه يجب على شباب المسلمين اليوم أن يتسلحوا بسلاح العلم المبني على الأثر والنظر، لأن أولئك القوم يشبهون بما يدعون أنَّه عقل، ولا يكفي الآن أن نتعلم الأثر فقط، بل لابد من أثر ونظر، فالأثر إنما يكفي للمؤمن الذي قال الله عنه:


(١) سورة المائدة، الآية: ٧٣.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه بلفظ "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتَّى لا أدع إلَّا مسلمًا" كتاب الجهاد، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب (١٧٦٧).

<<  <   >  >>