للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (١) لكن المكذب لا يكفيه الأثر؛ لأنه لا يؤمن أصلًا بالأثر ويحتاج إلى نظر وعقل تدحض به حجته، والمهم أن مثل هذه الآية الكريمة {وَمَا أَنْزَلْنَا} {وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)} يشبه بها النصارى على أن الله سبحانه وتعالى متعدد أكثر من واحد، وقد ذكرنا أنهم غفلوا بل عموا عن الآيات الواضحة الصريحة أن الله إله واحد، وأن الله كفَّر من زعم أن الله متعدد {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (٢).

٦ - في هذه الآية دليل على أن الله أهلك هؤلاء القوم بصيحة واحدة لم تكرر مرة أخرى، صيحة واحدة هلكوا بها، لكن لو قال قائل: ما نوع هذه الصيحة؟ هل قيل أهلكوا؟ نقول: الله أعلم بهذه الصيحة، هذه الصيحة أبهمها الله، يحتمل أنَّها صرخة، ويحتمل أنهم أمروا بالهلاك، المهم أنَّها صيحة واحدة فهلكوا عن آخرهم.

٧ - بيان قدرة الله عَزَّ وَجَلَّ، وأن من عارض الله أو ضاد الله مهما عظم فإن إهلاكه يسير على الله عَزَّ وَجَلَّ، كل شيء يكون بكلمة واحدة {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ} (٣) وعند هذا الأمر الواحد {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)} لا يتباطأ ولا يتأخر، فلمح البصر أسرع ما يكون، فإذا أراد الله شيئًا قال له: كن. فيكون كلمح البصر، وهذا يدل على عظمة الله وقدرته.


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٧٣.
(٣) سورة القمر، الآية: ٥٠.

<<  <   >  >>